«كتابى إليك لك، فإن قبلته كان شبيها بكرمك ونعمة الله عندك، وما أقبل منك إلّا أن تقبله ولا تؤخّره، وهو أنك قد عرفت ما يجب لفلان، وما كتبت به له، وما أرجع عليه بلوم فى حسن ظنّه بك، وصبره عليك، ووفائه لك، ولا أرضى منك أن تغفل عنه، وأن تجعل حاجته فيما تدافع به أو تعتلّ فيه، فقد ضمنت له عنك أن يكون جوابه النّجح، وقد اقتصر على كتابى واقتصرت له عليه، وأرجو ألّا تخلّ به، ولا تردّه بغير حظ إن شاء الله».
(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٣٩٣)
[١٨١ - كتاب له فى إطلاق محبوس]
«معرفتى أنك لا تجاوز فى العقوبة سيلها من مواقع الأدب بالحق، تحملنى على مسألتك ما أنت موجب له، والذّكرى تنفع المؤمنين، ولولا ذلك لاستغنى صاحب كتابى عنه، فإن كان ذنبه صغيرا، فالعقوبة تخرجه من حبسه، وإن كنت تناهيت فى حبسه إلى مدة ذنبه، فالحقّ يخرجه، وكتابى متقاض لك».
(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٣٩٤)
[١٨٢ - كتاب له]
وكتب سعيد بن عبد الملك:
«كتبت- على شغل- فى قطع من القرطاس، ولم يقطع بى حسن الظن بك فى قبولك العذر، وتحسينك ما أنت أهل لتحسينه، فإنك تقبل دون حقك، وتهب الذنب فيه، فيكون شكرك جاريا على سبيلين، كلاهما يبين لك عن فضلك، «يوجب لك ما لا يقصّر معه إلا مغبون الحظّ، خسيس النصيب».