للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى صاحب صبح الأعشى هذا الكتاب قال:

كتب عبد الله بن عمر رضى الله عنهما إلى عبد الملك بن مروان فى خلافته:

«أما بعد: لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين من عبد الله بن عمر، سلام عليك، فإنى أحمد إليك الله الذى لا إله إلا هو، وأمرى السمع والطاعة على كتاب الله، وسنة نبيه فيما استطعت». (صبح الأعشى ٦: ٤٨٠)

[١٥٣ - كتاب محمد بن الحنفية إلى عبد الملك بن مروان]

وكتب محمد بن الحنفية ببيعته لما قتل ابن الزبير، وكان فى كتابه:

«إنى اعتزلت الأمة، عند اختلافها، فقعدت فى البلد الحرام الذى من دخله كان آمنا، لأحرز دينى، وأمنع دمى، وتركت الناس، «قل كلّ يعمل على شاكلته (١) فربّكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا» وقد رأيت الناس قد اجتمعوا عليك، ونحن عصابة من أمّتنا لا نفارق الجماعة، وقد بعثت إليك منا رسولا ليأخذ لنا منك ميثاقا، ونحن أحق بذلك منك، فإن أبيت فأرض الله واسعة، والعاقبة للمتقين». (العقد الفريد ٢: ٢٦٢)

[١٥٤ - رد عبد الملك على ابن الحنفية]

فكتب إليه عبد الملك:

«قد بلغنى كتابك بما سألته من الميثاق لك وللعصابة التى معك، فلك عهد الله وميثاقه أن لا تهاج فى سلطاننا: غائبا ولا شاهدا، ولا أحد من أصحابك، ما وفوا ببيعتهم، فإن أحببت المقام بالحجاز فأقم، فلن ندع صلتك وبرّك، وإن أحببت المقام عندنا فاشخص إلينا فلن ندع مواساتك، ولعمرى لئن ألجأناك إلى الذهاب


(١) الشاكلة: الطريقة والمذهب، والنية.

<<  <  ج: ص:  >  >>