للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورسوله، وأعطوا حق النبى- صلى الله عليه وسلم- ونسكوا نسك (١) المسلمين، فإنهم آمنون، وإن لهم ما أسلموا عليه، غير أن مال بيت النّار ثنيا (٢) لله ورسوله، وإن عشور التّمر صدقة، ونصف عشور الحبّ: وإن للمسلمين نصرهم ونصحهم، وإنّ لهم على المسلمين مثل ذلك، وإنّ لهم أرحاء يطحنون بها (٣)».

[٢٠ - عهده صلى الله عليه وسلم لأهل أيلة بالأمان]

ولما كان صلى الله عليه وسلم بتبوك (٤) - سنة تسع- أتاه يحنّة بن رؤبة صاحب أيلة (٥)، وصحبته أهل جرباء، وأهل أذرح، وأهل ميناء، فصالح رسول الله صلى الله عليه وسلم على إعطاء الجزية، وكتب له ولأهل أيلة كتابا صورته:

«بسم الله الرحمن الرحيم، هذا أمنة (٦) من الله ومحمد النبىّ رسول الله ليحنّة بن رؤبة، وأهل أيلة، سفنهم وسيّارتهم (٧) فى البرّ والبحر، لهم ذمة الله وذمة محمد النبى، ومن كان معهم من أهل الشأم، وأهل اليمن، وأهل البحر؛ فمن أحدث منهم حدثا فإنه لا يحوز ماله دون نفسه، وإنه طيّب (٨) لمن أخذه من الناس، وإنه لا يحلّ أن يمنعوا ماء يردونه، ولا طريقا يريدونه من برّ أو بحر».

السيرة الحلبية ٢: ٢٦٤، وسيرة ابن هشام ٢: ٣٣٨، والمواهب «شرح الزرقانى ٣: ٤١٢» وتهذيب تاريخ ابن عساكر ١: ١١٤.


(١) النسك مثلث النون وبضمتين: العبادة وكل حق لله تعالى.
(٢) الثنيا والثنوى: ما استثنيته.
(٣) الأرحاء جمع رحى، وهى التى يطحن بها معروفة، والمعنى: أنهم يستقلون بشئونهم، ويديرون أمورهم كما يشاءون. وجاء من هذه المادة فى لسان المعرب: «والأرحى (كالأيدى) القبائل التى تستقل بنفسها وتستغنى عن غيرها. وفى أساس البلاغة: وهؤلاء رحى من أرحاء العرب وهى قبائل لا تنتجع ولا تبرح مكانها».
(٤) موضع بين وادى القرى والشام، وكان عليه الصلاة والسلام قد سار إليها لغزو من انتهى إليه أنه قد تجمع بها من الروم وعاملة ولخم وجذام فوجدهم قد تفرقوا، وهى آخر غزواته
(٥) مدينة على خليج العقبة من شماليه.
(٦) أى أمان أمن كفرح أمنا بالسكون وأمانا وأمنا وأمنة محركتين وإمنا بالكسر.
(٧) السيارة: القافلة. وفى تاريخ ابن عساكر والمواهب «أساقفتهم وسائرهم». أى باقيهم مكان قوله: «سفنهم وسيارتهم».
(٨) وفى السيرة الحلبية: «وإنه لطيبة». وهو على تقدير أنه صفة لموصوف محذوف: أى لغنيمة طيبة لمن أخذه.

<<  <  ج: ص:  >  >>