للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأن يريحنى منهم عاجلا، فو الله لولا طمعى عند لقائى عدوىّ فى الشهادة، وتوطينى نفسى على المنيّة، لأحببت أن لا أبقى مع هؤلاء يوما واحدا، ولا ألتقى بهم أبدا، عزم الله لنا ولك على الرّشد، وعلى تقواه وهداه، إنه على كل شئ قدير، والسلام».

(نهج البلاغة ٢: ٤٣، وتاريخ الطبرى ٦: ٦٣، وشرح ابن أبى الحديد م ٢: ص ٣٥)

٥١٨ - رد ابن عباس على علىّ

فكتب إليه ابن عباس:

«بسم الله الرحمن الرحيم، لعبد الله على بن أبى طالب أمير المؤمنين من عبد الله ابن عباس، سلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، أما بعد: فقد بلغنى كتابك تذكر فيه افتتاح مصر، وهلاك محمد بن أبى بكر، فالله المستعان على كل حال، ورحم الله محمد بن أبى بكر، وأجرك يا أمير المؤمنين، وقد سألت الله أن يجعل لك من رعيّتك التى ابتليت بها فرجا ومخرجا، وأنا أسأل الله أن يعلى كلمتك، وأن يعزّك بالملائكة عاجلا بالنّصرة، واعلم أن الله صانع لك، ومعزّك، ومجيب دعوتك، وكابت (١) عدوك.

وأخبرك يا أمير المؤمنين أن الناس ربما تثاقلوا ثم ينشطون، فارفق بهم يا أمير المؤمنين، وداجنهم (٢) ومنّهم، واستعن بالله عليهم، كفاك الله ألمهم (٣)، والسلام».

(تاريخ الطبرى ٦: ٦٣، وشرح ابن أبى الحديد م ٢، ص ٣٥)


(١) كبته كضربه: صرعه وأخزاه وكسره وأذله.
(٢) داجنه: داهنه، وفى ابن أبى الحديد «ودارهم».
(٣) وفيه «كفاك الله الهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>