«أما بعد: فإنى كتبت إليك، وأمير المؤمنين- أطال الله بقاءه، وزيّن أمره بلباس التقوى- وولىّ عهده- مدّ الله للمسلمين فى عمره- فى تظاهر نعم الله عليهما، وتوالى إحسانه إليهما، وحوادث مزيده إياهما ومن قبلهما وما يتناهى إليهما، ويعزّز لديهما، من عز أطرافهما، وثغور رعيتهما وجنودهما، من الأمن والسلامة، والهدوء والاستقامة، على أحسن ما جرت به العادة، ومضت به النعمة عليهما، والله محمود مشكور، والأمير أسعده الله بما آتاه، ومن جمعت النعمة فى ظلّ كنفه، على أحسن ما كان يبليه ويوليه، ويجرى النعمة فيه، وهو محمود، ونحن من تتابع النعم، وتكامل المزيد، بحيث يقصر الوصف عنا، وعن الحفظ له نظرنا، والله نسأل العون على شكره وتأدية حقه». (المنظوم والمنثور ١٣: ٣٧٥)
[١٣٤ - كتاب له فى الاعتذار]
«كيف يسعك أن تأخذنى بظنّ، لو كنت فيه على حقيقة علم لما وسعك أخذى ولا عقابى عليه، ولو كانت العقوبة على الذنب الكامن فى سويداء القلب، واسعة لك فى حكم الرّبّ، لكان فيما حجبت الغيوب من العمل، ما ينتقل فى القلوب التى لا تثبت على حال، إلّا ريثما يتبعها انتقال ما يدعوك إلى أن تمسك عنى، وتقف حتى تعرف أيمضى رأى أم ينصرف؟ ».