«صدقت وتعدّيت، فأمّا صدقك ففى تأخيرى، وأما تعدّيك ففى عذلى عليه، وإنما طلبت وقتا أصادف منه فيه طيب نفس، وطلاقة وجه، فيمكننى القول- قبل عرض الحاجة- فى تقريظك، بما لعلّه أن يميل إليك قلبه، وظننت أنى أخّرتها توانيا فتعديت».
وكتب بعدها:
إنى إذا ما صاحبى تعدّى ... فى اللوم والعذل علىّ حدّا
لم أوله بالعذل عذلا قصدا ... ولم أبقّ فى احتمال جهدا
فإن أبى إلا التعدّى عمدا ... أوسعته بالحلم منى صدّا
حتى يرى وجه اختيارى سدّا ... ويرجع الذم إلىّ حمدا
ثم قضى حوائجه، وكتب إليه:
«قد حقّق الله رجاءنا فيما أملنا، وأنجح طلبنا فيما ابتغينا، وخرج التوقيع بما أحببنا، والحمد لله على ذلك».
وفى أسفل الرقعة:
الرّفق يمن وبعض الناس يحسبه ... عجزا، وما العجز إلا الخرق والعجل
والخرق يورث ريثا (١) لا نجاح له ... والرفق يحيا به للآمل الأمل
(كتاب الأوراق للصولى ١: ١٥٩)
[١٢٥ - كتاب ليوسف بن القاسم عن الفضل بن يحيى]
وكتب يوسف بن القاسم عن الفضل بن يحيى فى حاجة لرجل:
«فلان قد استغنى باصطناعك إياه عن تحريكى لك بأمره، لأن الصنيعة حرمة