للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمحاماة عنه، وهم فى ذلك مستريبون، قد خافوا أن يكونوا قد أبقوا أنفسهم بما قاموا عليه إلى أن دعوتهم إلى تغييره فأسرعوا الإجابة.

فابتعث الله منهم بعثا يخبرهم من أولى الدين والرضا، وبعثت عليهم عبد العزيز ابن الحجاج بن عبد الملك، حتى لقى عدوّ الله إلى جانب قرية يقال لها البخراء، فدعوه إلى أن يكون الأمر شورى ينظر المسلمون لأنفسهم من يقلّدونه ممن اتفقوا عليه، فلم يجب عدوّ الله إلى ذلك، وأبى إلا تتابعا فى ضلالته، فبدرهم الحملة جهالة بالله، فوجد الله عزيزا حكيما، وأخذه أليما شديدا، فقتله الله على سوء عمله وعصبته ممن صاحبوه من بطانته الخبيثة، لا يبلغون عشرة، ودخل من كان معه سواهم فى الحق الذى دعوا إليه، فأطفأ الله جمرته، وأراح العباد منه، فبعدا له ولمن كان على طريقته.

أحببت أن أعلمكم ذلك وأعجل به إليكم، لتحمدوا الله وتشكروه، فإنكم قد أصبحتم اليوم على أمثل (١) حالكم، إذ ولاتكم خياركم، والعدل مبسوط لكم، لا يسار فيكم بخلافه، فأكثروا على ذلك حمد ربكم، وبايعوا منصور بن جمهور فقد ارتضيته لكم، على أن عليكم عهد الله وميثاقه، وأعظم ما عهد وعقد على أحد من خلقه لتسمعنّ وتطيعنّ لى ولمن استخلفته من بعدى، ممن اتفقت عليه الأمة، ولكم علىّ مثل ذلك: لأعملنّ فيكم بأمر الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأتبع سبيل من سلف من خياركم، نسأل الله ربّنا ووليّنا أحسن توفيقه وخير قضائه».

(تاريخ الطبرى ٩: ٣١)

[٥٠١ - كتاب مروان بن محمد إلى الغمر بن يزيد]

وكتب مروان بن محمد إلى الغمر بن يزيد يأمره أن يطلب بدم أخيه الوليد ابن يزيد.


(١) أمثل: أفضل، والمثالة كنباهة: الفضل وفعله ككرم.

<<  <  ج: ص:  >  >>