وعزل ابن الزبير عمر بن عبيد الله وولى الحارث بن عبد الله بن أبى ربيعة- وهو أخو عمر بن عبد الله ابن أبى ربيعة المخزومى الشاعر- وأقام حارثة بن بدر يدافع الخوارج فهزموه، فهرب يركض حتى أتى دجيلا، فجلس فى سفينة واتبعه جماعة من أصحابه، وأتاه رجل من بنى تميم وعليه سلاحه، والخوارج وراءه، فصاح به: يا حارث ليس مثلى ضيع، فقال للملاح: قرب، فقرب إلى جرف، فظفر بسلاحه فى السفينة، فساخت بالقوم جميعا، وماتوا غرقا، وتوجه الخوارج نحو البصرة، فضج الناس إلى الأحنف، فأتى الحارث بن عبد الله فقال: أصلح الله الأمير، إن هذا العدو قد غلبنا على سوادنا وفيئنا، فلم يبق إلا أن يحصرنا فى بلدنا حتى نموت هزلا، قال فسموا رجلا، فقال الأحنف: ما أرى لها إلا المهلب بن أبى صفرة، فولاه قتالهم.