للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - رد أخيه أبىّ عليه

فكتب إليه أخوه:

إن يكن خانك الزّمان، فلا عا ... جز باع، ولا ألفّ ضعيف (١)

ويمين الإله! لو أن جأوا ... ء طحونا تضىء فيها السيوف (٢)

ذات رزّ مجتابة غمرة المو ... ت صحيح سربالها مكفوف (٣)

كنت فى حميها، لجئتك أسعى ... فاعلمن لو سمعت، إذ تستضيف (٤)

أو بمال سئلت دونك لم يمنع تلاد لحاجة أو طريف (٥) ... أو بأرض أسطيع آتيك فيها

لم يهلنى بعيدها أو مخوف (٦) ... فى الأعادى وأنت منى بعيد

عزّ هذا الزمان والتعنيف (٧) ... إن تفتنى والله إلفا فجوعا

لا يعقّبك ما يصوب الخريف (٨)


(١) الألف: الرجل الثقيل البطئ، واللفف فى الكلام (بالتحريك) ثقل وعى مع ضعف، رجل ألف: أى عيى بطئ الكلام إذا تكلم ملأ لسانه فمه، وفى الأغانى: «باغ»، وهو تصحيف.
(٢) جأى الشئ كسعى جأبا وجأوا: ستره وغطاه، وكتيبة جأواء: بينة الجأى، وهى التى يعلوها لون البسواد لكثرة الدروع. والطحون: الكتيبة ذات الشوكة والكثرة تطحن ما لقيت.
(٣) الرز: الصوت تسمعه من بعيد أو أغم، أو صوت الرعد. مجتابة: أى مقتحمة مخترقة، جاب واجتاب قطع وخرق. والغمرة: الشدة. والسربال: الدرع، أو كل ما لبس. وكف الثوب: خاط حاشيته، وهى الخياطة الثانية بعد الشل، ومنه قولهم: «عيبة مكفوفة»: أى مسرجة مشدودة على ما فيها، وستاتى فى كتاب صلح الحديبية.
(٤) حميت النار كرضى حما وحموا: اشتد حرها. واستضاف: استغاث.
(٥) التلاد والتليد والتالد والمتلد: المال القديم الأصلى الذى ولد عندك. والطارف والطريف: المال المستحدث.
(٦) هاله الأمر. أفزعه، وفى الأغانى: «بعد بها».
(٧) فى الطبرى «والتعريف» وأراه محرفا، والصواب «والتعنيف» كما فى الأغانى. والمعنى: ليس تجدى تعنيفنا الزمان ولومنا إياه وعتبنا عليه فيما رمانا به من خطوبه وملماته، وهو كقول القائل:
أخلاى لو غير الحمام أصابكم ... عتبت، ولكن ما على الدهر معتب
أو عز بمعنى غلب (عزه كمده: غلبه) والتعنيف بمعنى الإيلام، أى غلبنا الزمان على أمرنا وقهرنا بمؤلماته وفواجعه.
(٨) إلفا حال من فاعل تفتنى. وفجوعا مبالغة من فاجع. لا يعقبك. لا يخلفك. والخريف: المطر فى فصل الخريف. وأول المطر فى أول الشتاء. وصاب المطر صوبا: نزل، وكنى بصوب الخريف عن-

<<  <  ج: ص:  >  >>