للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفلان فى الصحبة من ذوى البيوتات التى يرغب فى الصنائع عندها، والتوسط من الأداة (١) التى توجب احتمال من حملها، وقد أهدى إلى الأمير شعرا يتوصّل به إليه، ويستهدى من فضله وكرمه ما أعلم أنه يعينه فى مثله، وسألنى أن أكون سبب ذلك وفاتحه، وأولى الناس بالاعتداد بما ذكر والتطاول والابتهاج به، رهط الأمير الأدنون وأسرته الأقربون، الذين جعله الله سهمهم الذى به يقارعون، وعزّهم الذى به يعتزّون، وسندهم الذى به يلجئون، ومعقلهم الذى به يئولون، فرأى أمير المؤمنين فى هديته، واستماعها منه، ووضعه بحيث وضعه أمله ورجاؤه.

فدعا عبد الله بن طاهر بالشاعر الذى وجّهه إليه واستمع منه، وأحسن جائزته، وصرفه إليه. (كتاب بغداد لابن طيفور ٦: ١٥١)

[٣٠٧ - كتاب عبد الله بن طاهر إلى الحسن بن عمرو]

وكتب عبد الله بن طاهر إلى الحسن بن عمرو الثّعلبىّ:

«أما بعد فقد بلغنى من قطع الفسقة الطريق ما بلغ، فلا الطريق تحمى، ولا اللصوص تكفى، ولا الرعيّة ترضى، وتطمع بعد هذا فى الزيادة! إنك لمنفسح الأمل! وايم الله لتكفينّ من قبلك، أو لأوجّهنّ إليك رجالا، لا تعرف مرّة من جهم، ولا عدىّ من رهم (٢)، ولا حول ولا قوّة إلا بالله».

(العقد الفريد ١: ١٧)


(١) فى الأصل «الأداد» وأرى أن صوابها «الأداة» وهى الوسيلة.
(٢) كلها أسماء قبائل.

<<  <  ج: ص:  >  >>