للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فتنة ابن الأشعث]

[٢٢٤ - كتاب الحجاج إلى عبيد الله بن أبى بكرة]

قدّمنا أن الحجاج ولّى عبيد الله بن أبى بكرة سجستان سنة ٧٨ هـ، وكان رتبيل ملك الترك مصالحا للعرب يدفع لهم خراجا، وربما امتنع فلم يفعل، فبعث الحجاج إلى عبيد الله ابن أبى بكرة أن:

«ناجزه بمن معك من المسلمين، فلا ترجع حتى تستبيح أرضه، وتهدم قلاعه، وتقتل مقاتلته، وتسبى ذرّيته».

فخرج بمن معه من المسلمين من أهل الكوفة وأهل البصرة، وكان على أهل الكوفة شريح بن هانئ الحارثى، وعلى أهل البصرة عبيد الله، وهو أمير الجماعة، فمضى حتى وغل فى بلاد رتبيل، فأضاب من البقر والغنم والأموال ما شاء، وهدم قلاعا وحصونا، وغلب على أرض من أرضهم كثيرة، والترك يخلّون لهم عن أرض بعد أرض حتى أمعنوا فى بلادهم، فأخذوا عليهم العقاب والشّعاب (١)، فسقط فى أيدى المسلمين (٢)، وظنوا أن قد هلكوا.

(تاريخ الطبرى ٧: ٢٨٢)

[٢٢٥ - كتاب الحجاج إلى عبد الملك]

فبعث ابن أبى بكرة إلى شريح بن هانئ: إنى مصالح القوم على أن أعطيهم مالا ويخلّوا بينى وبين الخروج، فأرسل إليهم فصالحهم على سبعمائة ألف درهم، فقال له:

إنك لا تصالح على شىء إلا حسبه السلطان عليكم فى أعطياتكم، فقال: لو منعا العطاء


(١) العقاب جمع عقبة كرقبة، وهى مرقى صعب من الجبال، والشعاب جمع شعب بالكسر وهو الطريق فى الجبل وما انفرج بين الجبلين.
(٢) سقط فى يده وأسقط: ندم وتحير.

<<  <  ج: ص:  >  >>