للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد استهوته ذلّة الكفر بظلمها، وحيرة الجهالة بحوارها، وتيه الشقاء بمغاويه، وكلما ازدادوا لدعوة الحق إباء، ازداد الحقّ إليهم ازدلافا، وعليهم عكوفا، وفيهم إقامة إلى أن يحلّ بهم عزّ الغلبة، ونجاة المجتاز (١)، داعين فيما شوّقهم إليه، محافظين على ما ندبهم له. قد بذلوا فى طاعة الله دماءهم، وقبلوا المعروض عليهم فى مبايعة ربهم لهم بأنفسهم الجنة، محمود صبرهم، مسهّل بهم عزمهم إلى خير الدنيا والآخرة.

والحمد لله الذى أكرم محمدا صلى الله عليه وسلم بما حفظ له من أمور أمته، أن اختار لمواريث نبوّته ما أصار إلى أمير المؤمنين من تطويقه ما حمل، بحسن نهوض به وشحّ عليه، ومنافسة فيه، أن فعل وفعل.

الحمد لله الذى تمّم وعده لرسوله، وخليفته فى أمّة نبيه، مسدّدا له فيما اعتزم عليه والحمد لله المعزّ لدينه، المتولّى نصر أمة نبيه، المتخلّى عمن عاداهم وناوأهم، حمدا يزيد به من رضا شكره، وحمدا يعلو حمد الحامدين من أوليائه الذين تسكاملت عليهم نعمه فلا توصف، وجلّت أياديه فلا تحصى، الذى حمّلنا مالا قوة بنا على شكره إلا بعونه، وبالله يستعين أمير المؤمنين على ذلك، وإليه يرغب، إنه على كل شىء قدير».

(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٢٧٥)

[٥١٣ - تحميد له]

وله أيضا:

«أما بعد، فالحمد لله الذى اصطفى الإسلام لنفسه، وارتضاه دينا لملائكته، وأهل طاعته من عباده، وجعله رحمة وكرامة ونجاة وسعادة لمن هدى به من خلقه وأكرمهم وفضّلهم وجعلهم بما أنعم عليهم منه أولياءه المقرّبين، وحزبه الغالبين،


(١) فى الأصل: «المتجاوز» وأرى أنه محرف عن «المجتاز» وهو سالك الطريق.

<<  <  ج: ص:  >  >>