للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعمّت فألّفت البشر، وجمعت الكلمة، وآمنت السّرب (١)، وسكنت بها الدّهماء (٢)

وإن أمير المؤمنين كتب إليك، وهو من ترادف النعم الخاصّة عنده فى نفسه وولده وأدانيه وأوليائه، من شمول السلامة والنعمة والصّنع وتتابعه فى رعيته وأموره بحضرته وقاصيته وكذا ...

فالله يتولى لأمير المؤمنين فى ذلك شكر تفضّله، وإليه الرغبة فى إدامة أحسن ما أنعم به عليه، إنه ولىّ قدير».

(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٣٦٦)

[١٧٥ - كتاب له فى سلامة الفطر]

«أما بعد، فإن الله هو ولىّ أمير المؤمنين فيما استحفظه من النظر فى سياسة عباده ومراعاة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإقامة شرائع دينه، ودلالة الأمة إلى مراشدها فى قضاء حق الله عليها، وجمعها فى المواطن التى ندبها إليها، وجعل نوافل (٣) الخير والبرّ فيها، فأدام الله صلاحها، ولا أخلاها من بركة رعايته، ومن ولايته وسياسته، ولا زالت فى كنف السلامة بسلامته، وظلّ العافية بعافيته، وعلى سبيل نجاة هدايته.

وقد كتبت إلى أمير المؤمنين فيما وليه الله به فى مخرجه إلى عيده من يوم فطره، وما وفّقه له من التقرب إليه بوسائل التذلّل فى طاعته، والاجتهاد فى شكره، والمناصحة فى مخاطبة من حضره، وإنصاتهم لوعظه وتذكيره، وما وليه الله به من العافية والسلامة الشاملة، والنعمة الكاملة (والسلامة (٤) التامة) والعز الموصول بالسكينة،


(١) السرب: النفس.
(٢) الدهماء: جماعة الناس.
(٣) النافلة: العطية.
(٤) هكذا فى الأصل، ويلاحظ أن كلمة «السلامة» قد تقدمت، فلعله سهو من الناسخ، أو قد يكون الأصل «والسلطة التامة».

<<  <  ج: ص:  >  >>