للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه وسلم، وكان أمير المؤمنين أحقّ من أخذ بذلك وعمل به، لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم واتّباعه آثاره، وإحيائه سنّته، وإبطاله سنن غيره الزائغة الجائرة عن الحق والهدى، وقد قال الله جل وعز: «فَماذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ».

فاعلم أن ذلك من رأى أمير المؤمنين فى زياد وما كان ممن ولد زياد، فألحقهم بأبيهم زياد بن عبيد وأمّهم سمية، واحملهم عليه، وأظهره لمن قبلك من المسلمين، حتى يعرفوه ويستقيم فيهم، فإن أمير المؤمنين قد كتب إلى قاضى البصرة، وصاحب ديوانهم بذلك، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته».

وكتب معاوية بن عبيد الله فى سنة ١٥٩ هـ. (تاريخ الطبرى ٩: ٣٣٥)

[١٠٣ - كتاب بشر البلوى إلى على بن سليمان]

وكتب بشر البلوىّ إلى على بن سليمان وكان واليا للمهدى على اليمن يعاتبه (١):

«بسم الله الرحمن الرحيم: أما بعد: فإنه مهما اختلط علىّ من عقلى، واشتبه علىّ من رأيى، وشككت فيه من أمرى، فلست أشكّ فى أن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يقدر (٢) علىّ رزقى، أو يبتلى بالشّدة عيالى، أطلعك على (٣) باب طمعى، ودلّك على وجه طلبى، وجعلك جليسا لأهل حاجتى، ثم ابتلانى بطلبها إليك، فإذا ذكرتها لك أسفرت (٤) وأبشرت ووعدت من نفسك وعدا حسنا، ففرّقت نفقتى لإسفارك، ووسّعت على عيالى لإبشارك، وتسلّفت (٥) من إخوانى لموعدك، فإذا أتيتك متنجّزا


(١) هكذا نقل صاحب مفتاح الأفكار، وفى المنظوم والمنثور أن هذا الكتاب لمطرف بن أبى مطرف.
(٢) قدر عليه رزقه كنصر وضرب، وقدره. ضيقه.
(٣) فى مفتاح الأفكار «على ذات طمعى».
(٤) سفر الصبح كضرب وأسفر: أضاء وأشرق، وأبشرت: أى بشرت.
(٥) أى اقترضت.

<<  <  ج: ص:  >  >>