كتاب جمهرة رسائل العرب في عصور العربية

فى الزمان خلافة الامام على بن أبى طالب كرم الله وجهه - ٥٤٨ - كتاب على إلى كعب بن ماك - ج: 1 - ص: 527

٥٤٨ - كتاب علىّ إلى كعب بن ماك

وكتب علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه إلى كعب بن مالك أحد عماله:

«أما بعد: فاستخلف على عملك، واخرج فى طائفة من أصحابك حتى تمرّ بأرض السّواد كورة كورة، فتسألهم عن عمّالهم، وتنظر فى سيرتهم، حتى تمرّ بمن كان منهم فيما بين دجلة والفرات، ثم ارجع إلى البهقباذات (١) فتولّ معونتها، واعمل بطاعة الله فيما ولّاك منها، واعلم أن الدنيا فانية، وأن الآخرة آتية، وأن عمل ابن آدم محفوظ عليه، وأنك مجزىّ بما أسلفت، وقادم على ما قدّمت من خير، فاصنع خيرا تجد خيرا».

(كتاب الخراج ص ١٤١)

٥٤٩ - كتاب علىّ إلى بعض عماله

وروى الشريف الرضى رحمه الله فى نهج البلاغة قال:

وكتب علىّ عليه السلام إلى بعض عماله:

«أما بعد: فإنك (٢) ممن أستظهر به على إقامة الدين، وأقمع به نخوة الأثيم وأسدّ به لهاة (٣) الثّغر المخوف، فاستعن بالله على ما أهمّك، واخلط الشدة بضغث (٤) من اللين، وارفق ما كان الرفق أرفق، واعتزم بالشدة حين لا يغنى عنك إلا الشدة، واخفض للرعية جناحك، وألن لهم جانبك، وآس بينهم فى اللّحظة والنّظرة والإشارة والتحيّة، حتى لا يطمع العظماء فى حيفك، ولا ييأس الضّعفاء من عدلك، والسلام».

(نهج البلاغة ٢: ٥٤)

---

(١) اسم لثلاث كور ببغداد من أعمال سقى الفرات منسوبة إلى قباذ بن فيروز.
(٢) الفقر الثلاث الأولى رواها الطبرى فى صدر الكتاب الذى كتبه على إلى الأشتر (انظر ص ٤٧٩) والفقر الأربع التى بعدها رواها الطبرى من وصية وصى بها على الأشتر أيضا حين ولاه مصر إذ قال له:
ليس لها غيرك، اخرج رحمك الله فإنى إن لم أوصك اكتفيت برأيك، واستعن بالله على ما أهمك .. » (انظر تاريخ الطبرى ٦: ٥٤) وبقية الكتاب واردة فى عهد على لمحمد بن أبى بكر (انظر ص ٤٦٧)
(٣) اللهاة: اللحمة المشرفة على الحلق.
(٤) الضغث: قبضة حشيش مختلطة الرطب باليابس.