للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما علمت أنها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فذاك أفخر له لو كنت تعلمه وتعقله (١)! » وكتب فى أسفل الكتاب شعرا من جملته:

أما حسن فابن الذى كان قبله ... إذا سار سار الموت حيث يسير

وهل يلد الرّيبال إلا نظيره ... وذا حسن شبه له ونظير (٢)

ولكنه لو يوزن الحلم والحجا ... بأمر لقالوا يذبل وثبير (٣)

(شرح ابن أبى الحديد م ٤: ص ٧٢، وص ٧، والعقد الفريد ٣: ٥)

[٣٥ - كتاب زياد إلى معاوية]

وقال زياد: ما غلبنى أمير المؤمنين معاوية فى شىء من السياسة إلا مرة واحدة:

استعملت رجلا فكسر خراجه فخشى أن أعاقبه، ففرّ إليه واستجار به فأمّنه، فكتبت إليه: «إن هذا فساد لعملى إذا طلبت أحدا لجأ إليك فتحرّم بك (٤)».

[٣٦ - رد معاوية عليه]

فكتب إلىّ: «إنه لا ينبغى لنا أن نسوس الناس بسياسة واحدة، فيكون مقامنا مقام رجل واحد، لا نلن جميعا فيمرح الناس فى المعصية، ولا نشتدّ جميعا، فنحمل الناس على المهالك، ولكن تكون أنت للشدة والغلظة، وأكون أنا للرأفة والرحمة فيستريح الناس فيما بيننا». (العقد الفريد ١: ١٥، و ٣: ٥)


(١) وفى رواية أخرى: «أما بعد فإن لك رأيين أحدهما من أبى سفيان والآخر من سمية، فأما الذى من أبى سفيان فحزم وعزم، وأما الذى من سمية فكما يكون رأى مثلها، وإن الحسن بن على كتب إلى يذكر أنك عرضت لرجل من أصحابه، وقد حجزناه عنك ونظراءه، فليس لك على واحد منهم سبيل ولا عليه حكم، وعجبت منك حين كتبت إلى الحسن لا تنسبه إلى أبيه، أفإلى أمه وكلته لا أم لك، فهو ابن فاطمة الزهراء ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالآن حين اخترت له».
(٢) الرئبال: الأسد وقد لا يهمز.
(٣) يذبل: جبل ببلاد نجد. وثبير: جبل بمكة.
(٤) وفى رواية أخرى: «إن هذا أدب سوء لمن قبلى».

<<  <  ج: ص:  >  >>