للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتهضمنى حقا تراه مؤخرا ... لحكم إلهى حين صرت مقدّما؟

سننت انتقاض العهد فاصبر لمثله ... بنقضك من عهدى الذى كان أبرما

(الأوراق للصولى ٢: ٣١٥)

[٦٦ - كتاب آخر]

وكتب عيسى بن موسى إلى المنصور حين ألحّ عليه فى الخلع، وطرح عليه من أهل خراسان من هدّده بالقتل.

«لو سامنى غيرك ما سمتنى لاستنصرتك عليه، ولاستشفعت بك إليه، حتى تقرّ الحرم (١) مقرّها، وتنزل الوفاء منزلته، ونحن أول دولة يستنّ بعملنا فيها، وينظر إلى ما اخترناه منها، وقد استعنت بك على قوم لا يعرفون الحقّ معرفتك، ولا يلحظون العواقب لحظك، فكن لى عليهم نصيرا، ومنهم مجيرا، يجزك الله خير جزائك عن صلة الرّحم، وقطع الظّلم، إن شاء الله». (الأوراق للصولى ٢: ٣١٦)

[٦٧ - رد المنصور عليه]

فأجابه المنصور:

«لولا أنك تسام النزول عن حقّ لك، وواجب فى يديك، لزال الضّرع (٢) إليك، والتحمّل عليك، ولولا أنى أخاف أن تسبق أيدى هذه العصبة من أهل الدولة إليك، لما كلّفتك شاقّا، ولا حمّلتك مكروها، ولكنى عندك- بالنصح لك، والإشفاق عليك- فى جنبة (٣) من لا يرضى منك إلا بإرادته، ولا يستمهل أيامك لسرعته، وما الذى أسمو بك إليه بدون الذى يستنزلونك عنه، والله يوفّقك ويحسن الاختيار لك». (الأوراق للصولى ٢: ٣١٦)


(١) الحرم: جمع حرمة بالضم، وهى ما يجب القيام به ولا يجل انتهاكه.
(٢) الضرع والضراعة: الخضوع والاستكانة.
(٣) الجنبة: الجانب.

<<  <  ج: ص:  >  >>