للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من قبلى من مرّاق (١) أهل العراق، وأهل الشقاق، قد جلوا عن العراق، ولجئوا إلى المدينة ومكة، وإن ذلك وهن (٢)».

فكتب الوليد إلى الحجاج: أن أشر علىّ برجلين، فكتب إليه يشير عليه بعثمان ابن حيّان وخالد بن عبد الله، فولى خالدا مكة، وعثمان المدينة، وعزل عمر بن عبد العزيز

(تاريخ الطبرى ٨: ٩٠)

[٢٩٠ - كتاب الحجاج إلى الوليد]

وروى أبو على القالى فى الأمالى قال:

لما حضرت الحجاج الوفاة وأيقن بالموت، قال: أسندونى، وأذن للناس فدخلوا عليه، فذكر الموت وكربه، واللّحد ووحشته، والدنيا وزوالها، والآخرة وأهوالها، وكثرة ذنوبه، وأنشأ يقول:

إن ذنبى وزن السموات والأر ... ض، وظنّى بخالقى أن يحابى

فلئن منّ بالرضا فهو ظنّى ... ولئن مرّ بالكتاب عذابى

لم يكن ذاك منه ظلما، وهل يظلم ربّ يرجى لحسن المآب؟

ثم بكى وبكى جلساؤه ثم أمر الكاتب أن يكتب إلى الوليد بن عبد الملك ابن مروان:

«أما بعد: فقد كنت أرعى غنمك، أحوطها (٣) حياطة الناصح الشفيق برعيّة مولاه، فجاء الأسد فبطش بالراعى، ومزّق المرعىّ كلّ ممزّق، وقد نزل بمولاك ما نزل بأيّوب الصابر، وأرجو أن يكون الجبّار أراد بعبده غفرانا لخطاياه، وتكفيرا لما حمل من ذنوبه، ثم كتب فى آخر الكتاب:


(١) المراق: جمع مارق، وهم الخارجون عن الطاعة.
(٢) الوهن ويحرك: الضعف.
(٣) أصونها وأحفظها.

<<  <  ج: ص:  >  >>