للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تسير، والمودّة تقتضى النصيحة، والمقة (١) تدعو إلى صدق المشورة، وليس يحرس النعمة ويحوطها، وبحسم الأطماع ويصرفها، ويستجيب القلوب النافرة ويطلقها، إلّا ترك ما أراك تستعمله فى ترتيب المكاتبة، وتمييز المخاطبة والمحاصّة (٢) فى ألفاظ الدعاء، والبخل بيسير الثناء، وتطبيق (٣) إخوانك ومعامليك فى ذلك، حتى صار عندك كأنه نسب لا تتعدّاه، ونعت لهم لا تتخطّاه، فأمّا إخوانك فليس من حقك أن تحطّهم حال رفعتك، وأن تنقصهم دولة زادتك، كما ليس من حقك عليهم أن يغالطوك، فيمسكوا عن خطابك، ويتحاموا عن عتابك».

(أدب الكتاب ص ١٠٥)

[٢٥٠ - كتاب أحمد بن إسمعيل إلى صديق له]

وكتب أحمد بن إسمعيل إلى صديق له نقصه فى دعائه، ولحن فى كتابه:

«وما أنا والكتاب إلى صديق ... أدين من الوفاء بغير دينه؟

أعظّمه ويحقرنى، وأدعو ... له باللفظ يدعو لى بدونه!

وبنقصنى ولم أنقصه حقّا ... ويخشن لفظه من بعد لينه!

فقام كتابه بالردّ عنى ... لكثرة ما تضمّن من لحونه»

(أدب الكتاب ص ١٦١)

[٢٥١ - كتاب أحمد بن يحيى الأسدى إلى الحسين بن سعد]

وقال أحمد بن يحيى الأسدى: كتب إلىّ الحسين بن سعد، فنقصنى فى الدعاء، فكتبت إليه:


(١) المقة: المحبة.
(٢) يقال. تحاصوا، وحاصوا: أى اقتسموا حصصا، وفى الأصل «والمحاضة» وهو تصحيف.
(٣) أى تعميم وتسوية.

<<  <  ج: ص:  >  >>