للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من البحرين (١)، وتأتيه هزيمة أخيك عبد العزيز من فارس! فكتب عبد الملك إلى خالد:

«أما بعد، فإنى كنت حددت لك حدّا فى أمر المهلب، فلما ملكت أمرك نبذت طاعتى واستبددت برأيك، فولّيت المهلّب الجباية، ووليت أخاك حرب الأزارقة، فقبح الله هذا رأيا! أتبعث غلاما غرّا لم يجرّب الحروب، وتترك سيدا شجاعا مدبّرا حازما قد مارس الحروب ففلج (٢)، تشغله بالجباية؟ أما لو كافأتك على قدر ذنبك لأتاك من نكيرى ما لا بقيّة لك معه، ولكن تذكرت رحمك (٣) فلفتتنى عنك، وقد جعلت عقوبتك عزلك، والسلام».

(الكامل للمبرد: ٢١٠، وشرح ابن أبى الحديد م ١: ص ٣٩٥)

[١٤٦ - كتاب عبد الملك إلى أخيه بشر]

قال أبو العباس: وولى بشر بن مروان وهو بالكوفة، وكتب إليه:

«أما بعد، فإنك أخو أمير المؤمنين يجمعك وإياه مروان بن الحكم، وإن خالدا لا مجتمع له مع أمير المؤمنين دون أميّة (٤)، فانظر المهلب فولّه حرب الأزارقة، فإنه سيّد بطل مجرّب، فأمدده من أهل الكوفة بثمانية آلاف رجل، والسلام».

(الكامل للمبرد ٢: ٢١١ وشرح ابن أبى الحديد م ١: ص ٣٩٥)


(١) وذلك أن أبا فديك الخارجى وهو من بنى قيس بن ثعلبة غلب على البحرين سنة ٧٢ هـ وقتل نجدة بن عامر الحنفى (زعيم فرقة النجدات العاذربة من الخوارج) فاجتمع على خالد بن عبد الله نزول قطرى ابن الفجاءة (زعيم الأزارقة) الأهواز وأمر أبى فديك، فبعث أخاه أمية بن عبد الله على جند كثيف إلى أبى فديك فهزمه أبو فديك، وأخذ جارية له فاتخذها لنفسه، وسار أمية على فرس له حتى دخل البصرة فى ثلاثة أيام فكتب خالد إلى عبد الملك بحاله وحال الأزارقة. (انظر تاريخ الطبرى ٧: ١٩٥).
(٢) فاز وظفر.
(٣) الرحم: القرابة، ولفتتنى أى صرفتنى وردتنى، وفى رواية ابن أبى الحديد «فكفتى عنك»
(٤) قدمنا أن خالدا هو ابن عبد الله بن خالدا بن أسيد بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وعبد الملك هو ابن مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية الخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>