كتاب جمهرة رسائل العرب في عصور العربية

الباب الرابع الرسائل فى العصر العباسى الأول - ٣٤٤ - كتاب منصور بن محمد إلى المريسى - ج: 3 - ص: 469

[٣٤٤ - كتاب منصور بن محمد إلى المريسى]

وكتب المريسىّ (١) إلى أبى يحيى منصور بن محمد، اكتب: القرآن خالق أو مخلوق؟ فكتب إليه:

«عافانا الله وإياك من كل فتنة، وجعلنا وإياك من أهل السّنّة، وممن لا يرغب بنفسه عن الجماعة، فإنه إن يفعل فأعظم بها منّة، وإن لا يفعل فهى الهلكة، ونحن نقول:

إن الكلام فى القرآن بدعة، يتكلف المجيب ما ليس عليه، ويتعاطى السائل ما ليس له، وما نعلم خالقا إلا الله، وما سوى الله فمخلوق، والقرآن كلام الله، فانته بنفسك إلى أسمائه التى سمّاه الله بها، فتكون من المهتدين، ولا تسم القرآن باسم من عندك، فتكون من الضالّين، جعلنا الله وإياك من الذين يخشون ربّهم بالغيب، وهم من السّاعة مشفقون». (العقد الفريد ١: ٢٦٧)

[٣٤٥ - كتاب راشد الكاتب إلى محمد بن عبد الملك الزيات]

وحجّ محمد بن عبد الملك الزيات (٢) فى آخر أيام المأمون، فلما قدم كتب إليه راشد الكاتب:

«لا تنس عهدى ولا مودّتيه ... واشتق إلى طلعتى ورؤيتيه

فإن تجاوزت ما أقول ... إلى العصب فذاك المأمول منك ليه (٣)»

(الأغانى ٢٠: ٥١)

---

(١) هو بشر بن غياث المريسى، وقد تقدم لك ذكره، وتوفى سنة ٢١٨ هـ- انظر ترجمته فى وفيات الأعيان ١: ٩١.
(٢) وزر للمعتصم والواثق والمتوكل، وتوفى سنة ٢٣٣ هـ- انظر ترجمته فى الأغانى ٢٠: ٤٦ ووفيات الأعيان ٢: ٥٤، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادى ٢: ٣٤٢، والفخرى ص ٢١٣، والفهرست لابن النديم ص ١٧٧، وتاريخ الطبرى ١١: ٢٧، وغرر الخصائص الواضحة ١٤٣ وص ٤١١.
(٣) العصب: ضرب من برود اليمن.