للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«أما بعد: فقد قرأت كتابك، فعرفت نصيحتك، وقبلت مشورتك، رحمك الله وسدّدك، اثبت هداك الله على رأيك الرشيد، فكأنك بالرجل الذى سألت قد أتاك، وكأنك بالجيش قد أطلّ عليك، فسررت وحييت، والسلام».

(شرح ابن أبى الحديد م ١: ص ٣٥٠)

[٥٢٥ - كتاب زياد إلى ابن عباس]

وأقبل الناس إلى ابن الحضرمى، وكثر تبعه، ففزع لذلك زياد وهاله، وبعث إلى صبرة بن شيمان الأزدىّ، فقال: يا بن شيمان، أنت سيد قومك، وأحد عظماء هذا المصر، أفلا تجيرنى وتمنعنى وتمنع بيت مال المسلمين، فإنما أنا أمين عليه؟ فقال:

بلى، إن تحمّلت حتى تنزل فى دارى منعتك، فقال: إنى فاعل، فارتحل ليلا حتى نزل دار صبرة، وكتب إلى عبد الله بن عباس:

«للأمير عبد الله بن عباس من زياد بن عبيد:

سلام عليك، أما بعد: فإن عبد الله بن عامر الحضرمى أقبل من قبل معاوية حتى نزل فى بنى تميم، ونعى ابن عفان، ودعا إلى الحرب، فبايعه تميم وجلّ أهل البصرة، ولم يبق معى من أمتنع به، فلما رأيت ذلك استجرت بالأزد بصبرة بن شيمان وقومه لنفسى ولبيت مال المسلمين، ورحلت من قصر الإمارة فنزلت فيهم، وإن الأزد معى، وشيعة أمير المؤمنين من فرسان القبائل تختلف إلىّ، وشيعة عثمان تختلف إلى ابن الحضرمى والقصر خال مناومنهم، فارفع ذلك إلى أمير المؤمنين، ليرى فيه رأيه، واعجل إلىّ بالذى ترى أن يكون منه فيه، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته».

فرفع ذلك ابن عباس إلى علىّ عليه السلام.

وغلب ابن الحضرمى على ما يليه من البصرة وجباها، وأجمعت الأزد على زياد، وأعدّوا له منبرا وسريرا وشرطا.

(شرح ابن أبى الحديد م ١: ص ٣٥١، وتاريخ الطبرى ٦: ٦٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>