وسار الأحنف بن قيس سنة ٣٢ هـ إلى مروروذ فحصر أهلها، فخرجوا إليهم فقاتلوهم، فهزمهم المسلمون حتى اضطروهم إلى حصنهم، فأشرفوا عليهم فقالوا: امهلونا ننظر يومنا وارجعوا إلى عسكركم، فرجع الأحنف، فلما أصبح غاداهم، فخرج رجل من العجم معه كتاب من المدينة فإذا رسول من مرزبان مرو: ابن أخيه وترجمانه، وإذا كتاب المرزبان إلى الأحنف. فقرأ الكتاب فإذا هو:
«إلى أمير الجيش:
إنا نحمد الله الذى بيده الدّول يغيّر ما شاء من الملك، ويرفع من شاء بعد الذّلة، ويضع من شاء بعد الرّفعة:
إنه دعانى إلى مصالحتك وموادعتك ما كان من إسلام جدى، وما كان رأى من صاحبكم من الكرامة والمنزلة، فمرحبا بكم وأبشروا، وأنا أدعوكم إلى الصلح فيما بينكم وبيننا، على أن أؤدّى إليكم خراجا ستين ألف درهم: وأن تقرّوا بيدى ما كان ملك الملوك كسرى أقطع جدّ أبى، حيث قتل الحية التى أكلت الناس، وقطعت السّبل من الأرضين والقرى بما فيها من الرجال، ولا تأخذوا من أحد من أهل بيتى شيئا من الخراج، ولا تخرج المرزبة (١) من أهل بيتى إلى غيرهم، فإن جعلت ذلك لى خرجت إليك وقد بعثت إليك ابن أخى «ماهك» ليستوثق منك بما سألت».