للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزعمت أنى لم ألقهم فى يوم كذا فى مكان كذا، أشرعت إلىّ صدر الرمح، فلو فعلت لقلبت إليك ظهر المجنّ (١)، والسلام».

(الكامل للمبرد ٢: ٢١٥، وشرح ابن أبى الحديد م ١: ص ٣٩٧ ونهاية الأرب ٧: ٢٤٦)

[١٧١ - كتاب الحجاج إلى المهلب]

ووجّه الحجاج البراء بن قبيصة إلى المهلب يستحثه فى مناجزة القوم وكتب إليه:

«إنك لتحبّ بقاءهم لتأكل بهم».

فقال المهلب لأصحابه: حرّ كوهم (٢)، فشهد البراء من جلدهم وثباتهم ما أدهشه، فرجع إلى الحجاج، فقال له: مهيم (٣)، قال: «رأيت أيها الأمير قوما لا يعين عليهم إلا الله».

[١٧٢ - رد المهلب على الحجاج]

وكتب المهلب جواب الحجاج:

«إنى منتظر بهم إحدى ثلاث: موت ذريع (٤)، أو جوع مضرّ، أو اختلاف من أهوائهم (٥)». (الكامل للمبرد ٢: ٢١٧، وشرح ابن أبى الحديد م ١: ص ٣٩٨)


- (ويقدم كينصر من أبناء إياد وجد ثقيف- على رأى كما قدمنا) وقد قال الحجاج على المنبر: يزعمون أنا من بقايا ثمود فقد كذبهم الله بقوله: «وَثَمُودَ فَما أَبْقى» وقال مرة أخرى: ولئن كنا من بقايا ثمود لما نجا مع صالح إلا خيارهم.
انظر شرح ابن أبى الحديد م ٢: ص ٣٩٢ والكامل للمبرد ١: ٢٢٤ ومروج الذهب ٢: ٦٨ والأغانى ٤: ٧٤ وتاريخ الطبرى ٧: ٢٣٣ والعقد الفريد ٣: ٨.
(١) المجن: الترس، وقلب له ظهر المجن: كلمة تضرب مثلا لمن كان لصاحبه على مودة أو رعاية ثم حال عن ذلك، أى أسقط الحياء وفعل ما شاء.
(٢) قال أبو العباس: «فخرج فرسان من أصحابه إليهم فخرج إليهم من الخوارج جمع، فاقتتلوا إلى الليل، فقال لهم الخوارج، ويلكم، أما تملون؟ فقالوا: لا، حتى تملوا. قالوا: فمن أنتم؟ قالوا: تميم، قالت الخوارج: ونحن بنو تميم، فلما أمسوا افترقوا، فلما كان الغد خرج عشرة من أصحاب المهلب، وخرج إليهم عشرة من الخوارج، فاحتفر كل واحد منهم حفيرة وأثبت قدمه فيها، فكلما قتل رجل جاء رجل من أصحابه فاجتره ووقف مكانه حتى أعتموا، فقال لهم الخوارج: ارجعوا. فقالوا: بل ارجعوا أنتم، فقالوا: ويلكم، من أنتم؟ فقالوا: تميم، قالوا: ونحن تميم.
(٣) كلمة يمانية. استفهام معناه: ما الخبر وما الأمر.
(٤) الموت الذريع: الفاشى.
(٥) وقد بذر المهلب بينهم بذور الشقاق والاختلاف حتى اضطرب أمرهم وانتكث قتلهم كما سنبينه بعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>