للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدين، وميراث النبيين، أجزل ما بلّغ الخلفاء الراشدين المهديّين، من إعلاء الكلمة، وغلبة الأعداء، والفوز بالعاقبة التى وعدها المتقين، وفرّغه لما أشعر قلبه، وشرح له صدره، من إمضاء حكم الفرائض الموجبة، واقتفاء السّنن الهادية، حيث سلك به من المناهج، حمدا يوازى نعمه، ويبلغ أداء شكره، ويوجب مزيده.

والحمد لله على ما خصّنا به من إعلاء الدرجة، وإسناء (١) الرّتبة، فى مشايعة أمير المؤمنين- أيّده الله- والمجاهدة عن حقه، والوفاء لله بما عقده له، لا نريد بما كان منا إلّا وجهه، ولا نسعى فيه إلا لرضاه، حمدا لا يحصى عدده، ولا ينقطع أمده».

(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٢٨٤)

[٢١١ - تحميد لأحمد بن يوسف فى فتح السند]

«الحمد لله ولىّ الحمد، وأهل الثناء والمجد، خالق الخلق ومدبّر الأمر، المسبغ (٢) على عباده، والموجب عليهم حجّته، فليسوا يرجون إلّا سعة فضله، ولا يحذرون إلا ما اجترحوا (٣) من معصيته، لما سبق من جزيل إحسانه، وتظاهر (٤) من امتنانه، وتقدّم به الإعذار والإنذار اللذان لا يستخفّ بما عظم منهما إلّا من استحوذ (٥) عليه الشيطان، واستولى عليه الخذلان، وقاده الحين (٦) إلى موارد الهلكة». (اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٢٨٣)

٢١٢ - تحميد لكاتب خزيمة بن خازم فى فتح الصنارية (٧)

«أما بعد، فالحمد لله ذى الملكوت والقدرة، والجبروت والعزّة، والسلطان


(١) أسناه: أعلاه ورفعه.
(٢) أى المسبغ عليهم نعمه، وأسبغ الله النعمة: أتمها.
(٣) أى اكتسبوا واقترفوا.
(٤) أى تضاعف.
(٥) أى استولى.
(٦) الحين: المحنة والهلاك.
(٧) خزيمة بن خازم: هو أحد قواد الدولة العباسية، وقد جاء فى تاريخ الطبرى (١٠: ١٩٢) أنه لما حاصر طاهر بن الحسين بغداد استأمن إليه خزيمة وفارق الأمين وخلعه ودعا إلى المأمون سنة ١٩٨، وقد توفى سنة ٢٠٣ - انظر ترجمته فى تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ٨: ٣٤١، ولم يذكر ياقوت «الصنارية» فى معجمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>