للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[التوقيعات]

[معاوية]

كتب عبد الله بن عامر (١) إلى معاوية فى أمر عاتبه فيه، فوقّع فى أسفل كتابه:

«بيت أميّة فى الجاهلية أشرف من بيت حبيب فى الإسلام، فأنت تراه».

ووقّع فى كتاب عبد الله بن عامر يسأله أن يقطعه مالا بالطائف:

«عش رجبا تر عجبا (٢)».

وكتب زياد إلى معاوية يخبره بطعن عبد الله بن عباس فى خلافته (٣)، فوقع فى كتابه:

«إن أبا سفيان وأبا الفضل (٤) كانا فى الجاهلية فى مسلاخ (٥) واحد، وذلك حلف (٦) لا يحلّه سوء رأيك».


(١) هو عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، وهو ابن خال عثمان بن عفان، استعمله عثمان على البصرة بعد أبى موسى الأشعرى، وولاه أيضا بلاد فارس بعد عثمان ابن أبى العاص، ولم يزل واليا على البصرة إلى أن قتل عثمان، وولاه معاوية البصرة ثلاث سنين.
(٢) هو مثل، قال الميدانى فى مجمع الأمثال (١: ٣١٢) قالوا من حديثه: إن الحارث بن عباد ابن قيس بن ثعلبة طلق بعض نسائه من بعد ما أسن وخرف، فخلف عليها بعده رجل، كانت تظهر له من الوجد ما لم تكن تظهر للحارث، فلقى زوجها الحارث، فأخبره بمنزلته منها، فقال الحارث: «عش رجبا تر عجبا» فأرسلها مثلا، قال أبو الحسن الطوسى: يريد عش رجبا بعد رجب، فحذف، وقيل رجب كناية عن السنة، لأنه يحدث بحدوثها. ومن نظر فى سنة واحدة ورأى تغير فصولها، قاس الدهر كله عليها، فكأنه قال: عش دهرا تر عجائب، وعيش الإنسان ليس إليه؛ فيصح له الأمر به، ولكنه محمول على معنى الشرط، أى إن تعش تر، والأمر يتضمن هذا المعنى فى قولك زرنى أكرمك.
(٣) وفى العقد الفريد أيضا (٣: ٥) «كتب زياد إلى معاوية: إن عبد الله بن عباس يفسد الناس على، فإن أذنت لى أن أتوعده فعلت، فكتب إليه .... ».
(٤) كنية العباس.
(٥) المسلاخ: الإهاب (الجلد).
(٦) الحلف: العهد بين القوم والصداقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>