من الكلام فى ذلك والتشاجر فدع ذا، وأما أمرك يا معاوية فإنه أمر كرهنا أوّله وآخره، وأما طلحة والزبير فلو لزما بيعتهما لكان خيرا لهما، والله تعالى يغفر لعائشة أم المؤمنين».
(الإمامة والسياسة ١: ٧٦)
[٣٩٩ - كتاب معاوية إلى محمد بن مسلمة الأنصارى]
وكتب معاوية إلى محمد بن مسلمة الأنصارى- وكان فارس الأنصار وذا النجدة فيهم-: .
«أما بعد: فإنى لم أكتب إليك وأنا أرجو مبايعتك، ولكنى أردت أن أذكّرك النعمة التى خرجت منها، والشكّ الذى صرت إليه، إنك كنت فارس الأنصار وعدّة المهاجرين، وقد ادّعيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرا لم تستطع أن تمضى عليه، وهو أنه نهاك عن قتال أهل القبلة. أفلا نهيت أهل القبلة عن قتال بعضهم بعضا؟ فقد كان عليك أن تكره لهم ما كره رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألم تر عثمان وأهل الدار (١) من أهل القبلة! فأمّا قومك الأنصار فقد عصوا الله تعالى، وخذلوا عثمان، والله سائلهم وسائلك عن الذى كان يوم القيامة والسلام».
(الإمامة والسياسة ١: ٧٦، وشرح ابن أبى الحديد ١: ص ٢٦٠)
[٤٠٠ - رد ابن مسلمة على معاوية]
فكتب إليه ابن مسلمة:
«أما بعد: فقد اعتزل هذا الأمر من ليس فى يده من رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الذى فى يدى، وقد أخبرنى رسول الله بالذى هو كائن قبل أن يكون، فلما كان كسرت سيفى، ولزمت بيتى، واتّهمت الرأى على الدين، إذ لم يصحّ لى معروف آمر به، ولا منكر أنهى عنه، ولعمرى يا معاوية ما طلبت إلا الدنيا،