للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأتانى خبر مصابه، فوحقّ الأمير الذى أعظّمه، لقد هدّنى، وبلغ مساءتى وكرهى، وتذكرت ما يتعطّل على الأمير من عمارة الأنس به، والإفضاء إليه، والاستراحة إلى خلوته، فاستوحشت لذلك، وإن كنت أرجو أن يؤنس الله الأمير من سلامته، بما يسدّ كل خلل وثلمة، ويدمل (١) كل كلم ورزيّة، فعظّم الله أجر الأمير، وتظاهرت عنده منن الله وطوله وقدرته على ما يشاء فى عباده».

(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٣١٧)

[٣٥ - كتابه إلى عبد الرحمن بن خاقان]

وله تعزية إلى عبد الرحمن بن خاقان:

«حرسك الله من المكاره والغير، مؤيّدا بالتوفيق والعصمة فى القول والعمل، إن نعمة الله عليك فيما عصم من دينك ونفسك، وألهمك حظّك ورشدك فى السعى لمعادك، والتماس القربة إلى ربك، النعمة الجليلة التى تضع أكثر المئونة عمن التمس تذكيرك بالله وآياته، ووعظك بما يلزمك من تلقّى نعم الله عز وجل بشكرها، ومحنته بالتسليم لها والصبر عليها.

وقد وافانا من خبر الحادثة فيمن أكرم الله مثواه ومنقلبه، ما جلّ حتى استفرغ الجميع، وعمّ حتى كاد يسوّى بين الأقرب والأبعد، فإلى الله نشكو ذلك، كما نرغب إليه تبارك وتعالى فى التجاوز عنه والرحمة له، وأن يوفّقك وإيانا من الصبر على رزيئته ما يؤمننا من حبوط الأجر، ويكمل لنا ولك جزيل الذّخر» (٢).

(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٣١٧)


(١) دمل الجرح كفرح واندمل: برئ والتحم وتماثل، ودمله الدواء كنصره: أبرأه، والكلم: الجرح.
(٢) فى الأصل «الأجر» وأرى أنه سهو من الناسخ، إذ تقدمت هذه الكلمة فى الفقرة السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>