للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جرأة، حتى أغاروا علينا فى جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحرمه، وأرض الهجرة، وثابت إليهم الأعراب، فهم كالأحزاب (١) أيام الأحزاب، أو من غزانا بأحد إلّا ما يظهرون (٢)، فمن قدر على اللّحاق بنا فليلحق».

(تاريخ الطبرى ٥: ١٠٥)

[٣١٣ - كتاب أهل مصر إلى عثمان]

وكتب أهل مصر- الذين ساروا إلى عثمان- بكتاب، فكان فيما كتبوا إليه:

«بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد فاعلم أن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم، فالله الله، ثم الله الله، فإنك على دنيا فاستتمّ إليها معها آخرة، ولا تنس نصيبك من الآخرة فلا تسوغ (٣) لك الدنيا. واعلم أنا والله لله نغضب، وفى الله نرضى، وإنا لن نضع سيوفنا عن عواتقنا، حتى تأتينا منك توبة مصرّحة (٤)، أو ضلالة مجلّحة مبلجة، فهذه مقالتنا لك، وقضيّتنا إليك، والله عذيرنا منك والسلام».

وكتب أهل المدينة إلى عثمان يدعونه إلى التوبة ويحتجون ويقسمون له بالله لا يمسكون عنه أبدا حتى يقتلوه، أو يعطيهم ما يلزمه من حق الله.

(تاريخ الطبرى ٥: ١١٦)

[٣١٤ - كتاب عثمان إلى الامام على]

وتفاقمت الفتنة واستطار شررها، حتى حصر الثوار عثمان فى داره، وكانوا يهتفون باسم الإمام على كرم الله وجهه للخلافة، فبعث عثمان عبد الله بن عباس إلى الإمام على


(١) هم قريش وغطفان وبنو مرة وأشجع وسليم وأسد الذين تحزبوا واجتمعوا لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوة الأحزاب (غزوة الخندق) وكانت سنة خمس للهجرة، وكانت عدتهم عشرة آلاف قائدهم العام أبو سفيان.
(٢) أى من الاسلام، فلا فرق بينهم وبين هؤلاء إلا إظهارهم الاسلام.
(٣) ساغ الشراب: سهل مدخله فى الخلق.
(٤) مصرحة: أى خالصة، يقال صرحت الخمر تصريحا: انجلى زبدها فخلصت. قال الأعشى:
كميتا تكشف عن حمرة ... إذا صرحت بعد إزبادها
والتجليح: المكاشفة فى الكلام، والإقدام الشديد والتصميم فى الأمر والمضى فيه والجرأة، وضلالة مجلحلة: أى مجلح صاحبها، ومبلجة: أى واضحة ظاهرة، بلج الصبح وأبلج: أضاء وأشرق.

<<  <  ج: ص:  >  >>