(٢) لما كتب عمر إلى عماله يستنجدهم، وافاه بالمدينة مرجعه من الحج كثير من أهل النجدة- ومن كان أقرب من العراق انضم إلى المثنى بن حارثة- وخرج عمر بمن اجتمعوا لديه من المدينة، بعد أن استخلف عليها على بن أبى طالب، حتى نزل على ماء يدعى صرارا، فعكر به ولا يدرى الناس ما يريد أيسير أم يقيم، فسأله عثمان عن وجهته، فأخبرهم الخبر، ثم نظر ما يقولون، فقالت العامة: سر وسربنا معك، وأشار عليه ذوو الرأى أن يقيم ويبعث رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرميه بالجنود. فقال عمر: فأشيروا على برجل، ووافق كتاب سعد بن أبى وقاص إليه مشورتهم، فقالوا: قد وجدته، قال: فمن؟ قالوا: الأسد عاديا، قال: من؛ قالوا: سعد، فانتهى إلى قولهم.