للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢٤٨ - وله فى وصف الكتاب والقلم]

«الكتاب والج الأبواب، جرىء على الحجّاب، مفهم لا يفهم، وناطق لا يتكلم، به يشخص المشتاق، إذا أقعده الفراق (١).

والقلم مجهّز لجيوش الكلام، يخدم الإرادة، ولا يملّ الاستزادة، يسكت واقفا، وبنطق سائرا (٢)، على أرض بياضها مظلم، وسوادها مضىء، وكأنه يقبّل بساط سلطان، أو يفتتّح نوّار بستان (٣)».

(زهر الآداب ٢: ٣٢، والعقد الفريد ٢: ١٨١، والأوراق للصولى ٢: ٢٩٢)

[٢٤٩ - كتاب أحمد بن إسمعيل إلى بعض الكتاب]

وكتب أحمد بن إسمعيل إلى بعض الكتاب- وقد نال رتبة فتقص إخوانه فى الدعاء-:

«الكبر- أعزّك الله- معرض يستوى فيه النبيه ذكرا، والخامل قدرا، ليس أمامه حجاب يمنعه، ولا حاجز يحظره، والناس أشدّ تحفّظا على الرئيس المحظوظ، وأكثر اجتلاء لأفعاله، وتتبّعا لمعايبه: وتصفّحا لأخلاقه، وتنقيرا (٤) عن خصاله، منهم، عن خامل لا يعبأ به، وساقط لا يكترث له فيسير عيب الجليل يقدح فيه، وصغير الذّنب يكبر منه، وقليل الذم يسرع إليه.

والحال التى جدّدها الله لك- وإن كنت أراها دون حقّك، وناقصة عن همّتك، وأرضا عند سمائك- حال: الحاسد عليها كثير، وآمال المنافسين إليها


(١) وفى كتاب الأوراق للصولى «ومنه يداوى الفرق».
(٢) وفى العقد «يسكت واكفا، وينطق ساكتا».
(٣) النوار: الزهر أو الأبيض منه.
(٤) نقر الشىء وعنه: بحث عنه، وفى الأصل «وتنفيرا» بالفاء، وهو تصحيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>