وذكروا أن أول من حكم ولفظ بالحكومة رجل يقال له الحجاج بن عبد الله ويعرف بالبرك- وهو أحد الخوارج الثلاثة الذين انفقوا على قتل على ومعاوية وعمرو بن العاص- فإنه لما سمع بذكر الحكمين قال: أيحكم فى دين الله؟ لا حكم إلا لله، فسمعه سامع فقال: طعن والله فأنفذ، وقيل إن أول من حكم عروة بن أدية، وأول سيف سل من سيوف الخوارج سيفه وذلك أنه لما كتبت صحيفة التحكيم بين على ومعاوية خرج الأشعث بن قيس الكندى بها يقرؤها على الناس، حتى مر على طائفة من بنى تميم فيهم عروة، فقرأها عليهم، فقال عروة تحكمون فى أمر الله عز وجل الرجال؟ لا حكم إلا لله، ما هذه الدنية يا أشعث وما هذا التحكيم؟ ثم شهر عليه السيف والأشعث مول فضرب به عجز البغلة فشبت البغلة، فنفرت اليمانية وكانوا جل أصحاب على، فلما رأى ذلك الأحنف بن قيس قصد هو وأصحابه إلى الأشعث فسألوه الصفح فقبل وصفح. (٢) انفروا: اخرجوا، وتمام الآية الكريمة: «وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ». (٣) يشير إلى قوله تعالى «لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ».