للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحمد لله الذى جعل أمير المؤمنين «فلانا» من خلفائه الذين عمّروا فى كرامته وتمكينه، ومضوا على أحسن الرجاء فيما عنده، ثم جمع له الأجر بما أدّى من حق الله فى حياته، فيما نظر به للرعيّة، من استخلاف أمير المؤمنين بعده، وجمع لأمير المؤمنين الأجر فى محبته إياه بالبرّ والمؤازرة له، وفيما احتسب به من مودّته، وقام به من الحق فيما استخلفه عليه، فوالدك يا أمير المؤمنين خير الناس فرطا (١)، وأنت أفضل الناس خلفا، لقد لقّيت والله والدك من الحياة ما يرجّى له فى الوفاة، وأعقبك من مصيبتك به، ما وطّأ لك من الخلافة بعده، وأعقب الرعية من فقده، ما عملت به فيها من المعدلة (٢)، والماضى مفقود مستخلف منه، والباقى محمود مرضىّ به، وأمر الرعية قائم معدول فيه، فعل الله كذا والسلام».

(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٣٢٣)

[٩٩ - فصل من تعزية له]

«ولم يزل أهل بيت أمير المؤمنين أعظم الناس مصيبة بميّت، وأعظم الناس نعمة بحىّ، لفضل أمواتهم، ونعمة الله على أحيائهم، فإن الله جعل أمواتهم للمسلمين سلفا، وجعل أحياءهم لهم عصما، فلحوق (٣) المسلمين بسلفهم من أمواتهم نجاة لهم فى معادهم، واعتصامهم بطاعة أحيائهم صلاح لأمورهم فى دنياهم، وأحقّ الأموات أن يسلو عنه الأحياء، من له- لفضله- أن يكون اختار الله له ما عنده، فيذهب ما يوجد عليه من الحزن، لما يقع له عند الله من حسن الأمل، فإن الحسبة تجبر المصيبة، والحزن لا يردّ المرزئة».

(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٣٢٤)


(١) الفرط: ما تقدمك من أجر وعمل.
(٢) فى الأصل «العقلة» ولا يستقيم بها المعنى، وأرى أنها محرفة عن «المعدلة» أى العدل
(٣) فى الأصل «للحقوق» وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>