أخرجهم من أرضهم، فإذا أتاك كتابى فأجلس لهم القاضى، فلينظر فى أمرهم، فإن قضى لهم فأخرجهم إلى معسكرهم كما كانوا وكنتم قبل أن ظهر عليهم قتيبة (١)».
(تاريخ الطبرى ٨: ١٣٨)
[٣٧٠ - كتابه إلى حيان بن شريح]
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى حيّان بن شريح: أن: ضع الجزية عمن أسلم من أهل الذّمّة، فإن الله تبارك وتعالى قال:«فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» وقال: «قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ».
[٣٧١ - كتاب حيان بن شريح إليه]
وكتب حيان بن شريح إلى عمر بن عبد العزيز:
«أما بعد، فإن الإسلام قد أضرّ بالجزية حتى تسلّفت من الحارث بن ثابتة عشرين ألف دينار أتممت بها عطاء أهل الديوان، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر بقضائها فعل».
[٣٧٢ - رده على حيان بن شريح]
فكتب إليه عمر:
«أما بعد: فقد بلغنى كتابك، وقد ولّيتك جند مصر وأنا عارف بضعفك،
(١) فأجلس لهم سليمان جميع بن حاضر القاضى، فقضى أن يخرج عرب سمرقند إلى معسكرهم وينابذوهم على سواء فيكون صلحا جديدا أو ظفرا عنوة، فقال أهل السغد: بل نرضى بما كان ولا نجدد حربا وتراضوا بذلك، فقال أهل الرأى: قد خالطنا هؤلاء القوم وأقمنا معهم وأمنونا وأمناهم، فإن حكم لنا عدنا إلى الحرب ولا ندرى لمن يكون الظفر، وإن لم يكن لنا كنا قد اجتلبنا عداوة فى المنازعة. فتركوا الأمر على ما كان ورضوا ولم ينازعوا. (تاريخ الطبرى ٨: ١٣٨)