للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقيم فيكم على سبيل الهدى، فو الله ما أعلم أن واليا بعد محمد صلى الله عليه وآله أعلم بذلك منى، ولا أعمل بقولى، أقول قولى هذا صادقا غير ذامّ لمن مضى، ولا متنقص لأعمالهم.

وإن خطت بكم الأهواء المردية، وسفه الآراء الجائرة إلى منابذتى تريدون خلافى، فهأنذا قد قرّبت جيادى، ورحلت ركابى، وأيم الله لئن ألجأتمونى إلى المسير إليكم، لأوقعنّ بكم وقعة، لا يكون يوم الجمل إليها إلا كلعقة لا عق، مع أنى عارف لذى الطاعة منكم فضله، ولذى النصيحة حقّه، غير متجاوز متّهما إلى برئ، ولا ناكثا إلى وفىّ.

وإنى لظانّ أن لا تجعلوا إن شاء الله على أنفسكم سبيلا، وقد قدّمت هذا الكتاب إليكم حجّة عليكم، ولن أكتب إليكم من بعده كتابا، إن أنتم استغششتم نصيحتى، ونابذتم رسولى، حتى أكون أنا الشاخص نحوكم إن شاء الله تعالى والسلام».

(شرح ابن أبى الحديد م ١: ص ٣٥٣، ونهج البلاغة ٢: ٢٥)

٥٢٩ - كتاب زياد إلى علىّ

وشخص جارية بن قدامة إلى البصرة، وكلّم قومه فلم يجيبوه، وخرج إليه منهم أوباش فناوشوه بعد أن شتموه، فأرسل إلى زياد والأزد يستصرخهم فسارت الأزد بزياد، وخرج إليهم ابن الحضرمى، فاقتتلوا ساعة، فما لبّثوا بنى تميم أن هزموهم، وحصروا ابن الحضرمى فى إحدى دور البصرة، فى عدّة من أصحابه، وحرق جارية الدار عليهم، فهلك ابن الحضرمى فى سبعين رجلا.

وسارت الأزد بزياد حتى أوطنوه قصر الإمارة ومعه بيت المال، وقالوا له:

هل بقى علينا من جوارك شئ؟ قال: لا، فانصرفوا عنه.

وكتب زياد إلى علىّ عليه السلام:

<<  <  ج: ص:  >  >>