للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٢٦ - عهد أبى عبيدة لأهل بعلبك]

ثم خرج أبو عبيدة نحو حمص فمرّ ببعلبكّ، فطلب أهلها الأمان والصلح، فصالحهم، وكتب لهم:

«بسم الله الرحمن الرحيم. هذا كتاب أمان لفلان بن فلان وأهل بعلبك، رومها وفرسها وعربها، على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم ودورهم داخل المدينة وخارجها، وعلى أرحائهم، وللرّوم أن يرعوا سرحهم (١) ما بينهم وبين خمسة عشر ميلا، ولا ينزلوا قرية عامرة، فإذا مضى شهر ربيع وجمادى الأولى، ساروا إلى حيث شاءوا، ومن أسلم منهم فله مالنا وعليه ما علينا، ولتجّارهم أن يسافروا إلى حيث أرادوا من البلاد التى صالحنا عليها، وعلى من أقام منهم الجزية والخراج، شهد الله، وكفى بالله شهيدا».

(فتوح البلدان للبلاذرى ص ١٢٦)

[١٢٧ - كتاب أبى عبيدة إلى عمر]

ثم دخل أبو عبيدة حمص وطلب أهلها الصلح، فصالحهم المسلمون، وكتبوا لهم كتابا بالأمان على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم، وكتب أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنهما.

«بسم الله الرحمن الرحيم. لعبد الله عمر أمير المؤمنين من أبى عبيدة بن الجراح، سلام عليك، فإنى أحمد إليك الله الذى لا إله إلا هو، أما بعد، فالحمد لله الذى أفاء علينا وعليك يا أمير المؤمنين أفضل كورة فى الشأم أهلا وقلاعا، وأكثرهم عددا وجمعا وخراجا، وأكتبهم للمشركين كتبا (٢)، وأيسره على المسلمين فتحا، أخبرك يا أمير المؤمنين- أصلحك الله- أنا قدمنا بلاد حمص وبها من المشركين عدد كثير،


(١) السرح: المال السائم.
(٢) الكتب كشمس: الجمع. أى وأكثرهم جمعا وجندا.

<<  <  ج: ص:  >  >>