وبعث علىّ عليه السلام أعين بن ضبيعة المجاشعىّ إلى البصرة وكتب إلى زياد:
من عبد الله علىّ أمير المؤمنين إلى زياد بن عبيد:
سلام عليك، أما بعد، فإنى قد بعثت أعين بن ضبيعة ليفرّق قومه عن ابن الحضرمى، فارقب ما يكون منه، فإن فعل وبلغ من ذلك ما يظنّ به، وكان فى ذلك تفريق تلك الأوباش فهو ما نحبّ، وإن ترامت الأمور بالقوم إلى الشقاق والتمادى فى العصيان، فانبذ من أطاعك إلى من عصاك، فجاهدهم، فإن ظهرت فهو ما ظننت، وإن رأيت ممن قبلك تثاقلا، وخفت ألّا تبلغ ما تريد، فطاولهم وما طلهم، ثم تسمّع وأبصر، فكأن كتائب المسلمين قد أطلّت عليك، فقتل الله المفسدين الظالمين، ونصر المؤمنين المحقّين، والسلام».
(شرح ابن أبى الحديد ١: ص ٣٥٢، وتاريخ الطبرى ٦: ٦٤)
٥٢٧ - كتاب زياد إلى علىّ
وقدم أعين بن ضبيعة البصرة، فجمع إليه رجالا من قومه، وحثهم على الطاعة، ولزوم الجماعة، وحذرهم الخلاف والفرقة، فسمعوا له وأطاعوا، فنهض بهم إلى جماعة ابن الحضرمى، ووافقهم عامّة يومه يناشدهم الله ألّا ينكثوا بيعتهم ولا يخالفوا إمامهم، فكفوا عنه، فانصرف عنهم، فلما أوى إلى رحله تبعه عشرة نفر، يظن الناس أنهم خوارج فقتلوه، فكتب زياد إلى علىّ عليه السّلام:
«أما بعد يا أمير المؤمنين: فإن أعين بن ضبيعة قدم علينا من قبلك بجدّ ومناصحة، وصدق ويقين، فجمع إليه من أطاعه من عشيرته، فحثهم على الطاعة والجماعة، وحذّرهم الخلاف والفرقة، ثم نهض بمن أقبل معه إلى من أدبر عنه، فواقفهم عامّة النهار، فهال