للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أعقبته الشّمال يوم السبت، فطحطحت (١) عنه جهامه، وألّفت متقطّعه، وجمّع متمصّره، حتى انتضد (٢) فاستوى، وطمى وطحى، وكان جونا مرثعنّا قريبا رواعده، واعتدّت عوائده بوابل منهمل منسحل، بردف (٣) بعضه بعضا، كلما أردف شؤبوب ارتدفته شآبيب، لشدة وقعه فى العرض.

وكتبت إلى أمير المؤمنين، وهى ترمى بمثل قطع القطن، قد ملأ اليباب (٤)، وسدّ الشّعاب، وسقى منها كل ساق، فالحمد لله الذى أنزل غيثه، ونشر رحمته من بعد ما قنطوا، وهو الولىّ الحميد، والسلام».

(البيان والتبيين ٣: ٢٣٥)

[٢٥١ - كتاب الحجاج إلى عبد الملك]

وكتب الحجاج إلى عبد الملك يشير عليه أن يستكتب محمد بن يزيد الأنصارى، وكتب إليه:

«إن أردت رجلا مأمونا، فاضلا، عاقلا وديعا، مسلما، كتوما تتخذه لنفسك، وتضع عنده سرّك، وما لا تحبّ أن يظهر، فاتخذ محمد بن يزيد».

فكتب إليه عبد الملك «احمله إلىّ» فحمله فاتخذه عبد الملك كاتبا.

قال محمد: فلم يكن يأتيه كتاب إلا دفعه إلىّ، ولا يستر شيئا إلا أخبرنى به وكتمه الناس، ولا يكتب إلى عامل من عماله إلا أعلمنيه».

(تاريخ الطبرى ٨: ٥٥)


(١) طحطح: فرق وبدد، والجهام: السحاب الذى لا ماء فيه، أو الذى قد هراق ماءه.
(٢) من نضد المتاع: إذا جعل بعضه فوق بعض، وأنضاد السحاب: ما تراكم وتراكب منه، وطمى البحر كرمى وعلا: امتلأ، وطمى كسعى: انبسط، والجون: الأسود (والأبيض أيضا) وارثعن المطر:
ثبت وجاد، وعوائده: رواجعه، وسجل الماء: فانسجل: صبه فانصب.
(٣) ردفه كسمعه ونصره: تبعه كأردفه، والشؤبوب: الدفعة من المطر، وارتدفه: ردفه، والعرض بالكسر: الوادى، وفى الأصل «فى العراض» جمعا، ولكن صاحب اللسان قال: وجمعه أعراض، لا يجاوز».
(٤) اليباب: الخراب، والشعاب: جمع شعب بالكسر، وهو الطريق فى الجبل، ومسيل الماء فى بطن أرض، أو ما انفرج بين الجبلين.

<<  <  ج: ص:  >  >>