فبعث إليه بعير عظيمة، فكان أولها بالمدينة وآخرها بمصر يتبع بعضها بعضا.
(حسن المحاضرة ١: ٦٨، وخطط المقريزى ٢: ١٤١)
[١٧٤ - كتاب عمر إلى عمرو]
وذكروا أن أول من بنى غرفة بمصر خارجة بن حذافة، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فكتب إلى عمرو بن العاص:
«سلام عليك، أما بعد: فإنه بلغنى أن خارجة بن حذافة بنى غرفة أراد أن يطّلع على عورات جيرانه، فإذا أتاك كتابى هذا فاهد مها إن شاء الله، والسلام».
(حسن المحاضرة ١: ٥٩)
[١٧٥ - كتاب عمرو إلى عمر ورده عليه]
ولما اختطّت القبائل استحبّت همدان ومن والاها «الجيزة» وكتب عمرو ابن العاص إلى عمر بن الخطاب بعلمه بما صنع الله للمسلمين، وما فتح الله عليهم، وما صنعوا فى خططهم، وما استحبّت همدان، ومن والاها من النزول بالجيزة، فكتب إليه عمر:«يحمد الله على ما كان من ذلك، ويقول له: كيف رضيت أن تفرّق أصحابك، ولم يكن ينبغى لك أن ترضى لأحد من أصحابك أن يكون بينك وبينهم بحر، لا تدرى ما يفجؤهم، فلعلك لا تقدر على غياثهم حين ينزل بهم ما تكره، فاجمعهم إليك، فإن أبوا، وأعجبهم موضعهم، فابن عليه من فىء المسلمين حصنا».
فعرض ذلك عمرو عليهم، فأبوا وأعجبهم موضعهم بالجيزة ومن والاهم على ذلك من رهطهم نافع وغيرها، وأحبّوا ما هنالك، فبنى لهم عمرو بن العاص الحصن بالجيزة فى سنة إحدى وعشرين، وفرغ من بنائه فى سنة اثنتين وعشرين.