(٢) ذكر الطبرى أن عمرا لما جاءه كتاب أرطبون، دعا رجلا يتكلم بالرومية، فأرسله إلى أرطبون، وأمره أن يغرب ويتنكر، وقال: استمع ما يقول حتى تخبرنى به إذا رجعت إن شاء الله، فخرج الرسول إلى أرطبون، فدفع إليه الكتاب بمشهد من النفر، فاقترأه فضحكوا، وأقبلوا على أرطبون، فقالوا: من أين علمت أنه ليس بصاحبها؟ قال: صاحبها رجل اسمه عمر، ثلاثة أحرف، فرجع الرسول إلى عمرو فعرف أنه عمر فكتب إلى عمر يستمده ويقول: «إنى أعالج حربا كئودا صدوما وبلادا ادخرت لك فرأيك» فنادى عمر فى الناس. ثم خرج فيهم حتى نزل بالجابية، وكتب إلى أمراء الأجناد أن يوافوه بها ليوم سماه لهم، وأن يستخلفوا على أعمالهم، وقد قدمنا أن عمر قدم إلى الشأم، لأن أهل إيلياء طلبوا أن يكون هو المتولى لعقد الصلح وهو الأرجح.