ويفلّ بها حدّهم، ويوهن بها قوتهم، ويصرعهم فى كل موطن، ويقتلهم فى كل مشهد، فإنكم- معشر المسلمين- قد أخذتم فى توفيق الله إياكم، وتسديده لكم، بطرف أمر فيما ألهمكم الله من بيعتكم للمهدى ابن أمير المؤمنين، سيؤدّيكم إلى النّعم التى كانت توصف، والظهور الذى كان يذكر».
(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٣٣٩)
[٩٥ - كتاب بعض الهاشميين إلى المهدى وهو ولى عهد]
وكتب بعض الهاشميين إلى المهدى وهو ولى عهد يشكر له:
«إن لباس النّعم التى ألبس الله الأمير كرامة توحّد له بها فى سابق علمه، ونافذ قضائه، فأحلّه من التناسل فى أذكى النّسل، وأطيب المحلّ، طينة عن طينة، وأبا عن أب، وخلفا عن سلف، حتى انتهى به إلى المحلّ الذى منه برز، فكان خير البريّة وابن خيرها، حقّا له غير مجحود، وسابقة له معروفة عند أهل الأدب والدين، ثم خصّنا الله فى أنفسنا: بأن جعلنا من أهل المعرفة بذلك، وفى الأمير: بأن جعل لنا فى نسبه شركة انشعبت بها إلينا شعبة فى شرفنا المذكور، وزيننا الأعظم، والله محمود.
ثم كان من بلاء الأمير عندى ما كان فى الخاصّة مشهورا، وعن لسانى وشكرى وقولى منشورا، ولت أدّعى حقا لى قبل الأمير فى القرابة والحرمة والمودّة إلا وللأمير عندى الفضل والزيادة على القدر، فأما ما علىّ من واجب الحق للأمير فلا أرانى- وإن اجتهدت- بالغا كنه حقّ الأمير علىّ، غير أن المحصول منى أن دنياى التى أصلح، وآخرتى التى أطلب، إنما أستنجحها بالأمير، لأن الأمير فى الدنيا ذو قرابتى، فالعائدة (١) علىّ، وفى دينى المهدىّ المرتضى، على ذلك بيعة يدى، ورضا نفسى، قد أوضح الله