للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«لعبد الله علىّ أمير المؤمنين من هاشم بن عتبة:

أما بعد: يا أمير المؤمنين، فإنى قدمت بكتابك على امرئ غال (١) مشاقّ، بعيد الرّدّ، ظاهر الغلّ والشّنآن، فتهدّدنى بالسّجن، وخوّفنى بالقتل، وقد كتبت إليك هذا الكتاب مع المحلّ بن خليفة أخى طيّئ، وهو من شيعتك وأنصارك، وعنده علم ما قبلنا، فاسأله عما بدا لك، واكتب إلىّ برأيك والسلام».

(شرح ابن أبى الحديد م ٣: ص ٢٩١، وتاريخ الطبرى ٥: ١٩٨)

[٣٦٢ - كتاب على إلى أبى موسى]

فلما جاء عليّا كتاب هاشم وعلم ما كان من أمر أبى موسى قال: والله ما كان عندى بمؤتمن ولا ناصح، ولقد أردت عزله، فأتانى الأشتر فسألنى أن أقرّه، وذكر أن أهل الكوفة به راضون فأقررته، وبعث إليه علىّ عبد الله بن عباس، ومحمد بن أبى بكر وكتب معهما:

«من عبد الله علىّ أمير المؤمنين إلى عبد الله بن قيس:

أما بعديا بن الحائك ..... فو الله إنى كنت لأرى أن بعدك من هذا الأمر الذى لم يجعلك الله له أهلا، ولا جعل لك فيه نصيبا، سيمنعك من ردّ أمرى والانتزاء (٢) علىّ، وقد بعثت إليك ابن عباس وابن أبى بكر فخلّهما والمصر وأهله، واعتزل عملنا مذءوما (٣) مدحورا، فإن فعلت، وإلّا فإنى قد أمرتهما أن ينابذاك على سواء، إن الله لا يهدى كيد الخائنين، فإذا ظهرا عليك قطّعاك إربا إربا (٤)، والسلام على من شكر النعمة، ووفى بالبيعة، وعمل برجاء العاقبة».

وبعث إليه علىّ الأشتر، فأخرجه من الكوفة.

(شرح ابن أبى الحديد م: ٣ ص ١٢٩)


(١) غال: وصف من الغلو، ومشاق: مخالف، والشنآن: البغض.
(٢) انتزى: وثب.
(٣) ذأمه كمنعه: حقره وذمه وطرده وخزاه، ودحره كمنعه: طرده أيضا وأبعده.
(٤) الإرب: العضو.

<<  <  ج: ص:  >  >>