للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٩٢ - رد أحد أعيان أهل العسكر]

فوافق قدوم الرسول بغداد ما أمر به الأمين من الكفّ عن الدعاء للمأمون فى الخطبة يوم الجمعة، فدفع الكتب إلى كلّ من كتب إليه معه، فمنهم من أمسك عن الجواب وأعرب للرسول عما فى نفسه، ومنهم من أجاب عن كتابه، وكتب أحدهم:

«أما بعد، فقد بلغنى كتابك، وللحقّ برهان يدلّ على نفسه تثبت به الحجّة على كل من صار إلى مفارقته، فكفى غبنا بإضاعة حظّ من حظ العاقبة، لمأمول من حظّ عاجلة، وأبين فى الغبن إضاعة حظ عاقبة فى التعرّض للنّكبة والوقائع ولى من العلم بمواضع خطر ما أرجو أن يحسن معه النظر منى لنفسى، ويضع عنى مؤنة استزادتى إن شاء الله». (تاريخ الطبرى ١٠: ١٣٦)

[١٩٣ - كتاب رسول المأمون إليه]

وكتب الرسول الموجّه إلى بغداد، إلى المأمون:

«أما بعد: فإنى وافيت البلدة وقد أعلن خليطك (١) بتنكّره، وقدّم علما من اعتراضه ومفارقته بحضرته، ودفعت كتبك فوجدت أكثر الناس ولاة السّريرة، ونفاة العلانية، ووجدت المستمالين بالرغبة لا يحوطون إلا عنها، ولا ينالون ما احتملوا فيها، والمنازع مختلج (٢) الرأى لا يجد دافعا منه عن همّه، ولا راغبا فى عامّه، والمحلّون بأنفسهم يجلّون تمام الحدث، ليسلموا من منهزم حدثهم، والقوم على جدّ، فلا تميلوا للتوانى (٣) إن شاء الله والسلام». (تاريخ الطبرى ١٠: ١٣٦)


(١) الخليط: المشارك فى حقوق الملك، يعنى الأمين.
(٢) أى مضطربه.
(٣) فى الأصل «ولا تجعلوا للتوادى» وأراه محرفا.

<<  <  ج: ص:  >  >>