«إذا جزى الله وليّا، بأداء الفرض عليه، وتأدية حق الشكر عن نفسه خيرا، فأحسن الله جزاءك، فبالله لئن كنا قدّمنا حسن الظن بك، لقد وصلت ذلك بكفاية حسنة، وأثر صالح، وأمور أقلّ منها يزيد فى الثقة بك، وإنى لأرجو أن يسرّك الله به إن شاء الله، ووافت الأموال حاجة منا إليها، ومؤنا تراجعت، أعان الله على أكثرها بعنايتك وتسويدك، والسلام».
(اختيار المنظوم والمنثور ١٣: ٣٦١)
[١١٤ - كتابه إلى عامل له]
ووقّع إبرهيم بن العباس فى كتاب عامل له يعتدّ بحسن أثر، ويمتّ بمقام محمود:
«يا هذا، لست أشكّ أن لك أثرا فى التوفير، كان من تقدّمك مقصّرا عنه، وأنك معنىّ ومحتاط، غير أنك عفّيت (١) على ما أحمدت منك، بما يتناهى إلىّ عنك، على ألسن المتظلمين وأصحاب الأخبار.
وذكر لى فلان ما جرى بينك وبين أخيه مما كثر وصفه له، وقام منه وقعد، وتالله لأكوننّ الباحث عليك، والمطالب لك دونه، لإقدامك على شيخ ابن ستين سنة، بما أقدمت به عليه، وأفّ لدنيا اضطّرت إليكم، فكنتم خيار من يعمل فيها! وأبرأ إلى الله من أعمالكم التى رجعتم بها إلى أنفسكم ونيّاتكم».