للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابنه «يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ» ولا صلة لأحد فى معصية الله ولا قطيعة ما كانت القطيعة فى ذات الله.

وكتبت إلى أمير المؤمنين، وقد قتل الله المخلوع وردّاه رداء نكثه (١)، وأحصد (٢) لأمير المؤمنين أمره، وأنجز له ما كان ينتظر من سابق وعده، فالأرض بأكنافها (٣) أوطأ مهاد لطاعته، وأتبع شىء لمشيئته، وقد وجّهت إلى أمير المؤمنين بالدنيا وهو رأس المخلوع، وبالآخرة وهى البردة والقضيب.

والحمد لله الراجع إلى أمير المؤمنين معلوم حقه (٤) والكائد له من ختر (٥) عهده، ونقض عقده، حتى ردّ به الألفة بعد فرقتها، وجمع به الأمة بعد شتاتها، وأحيا به أعلام الدين بعد دروسها (٦)، والسلام على أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته».

(زهر الآداب ٢: ٣٨ وتاريخ الطبرى ١٠: ٢١٤ ومعجم الأدباء ٥: ١٦٧ وكتاب الوزراء والكتاب ص ٣٨٥)

[٢٠٨ - رسالة الخميس لأحمد بن يوسف]

ومن رسائل أحمد بن يوسف رسالة الخميس (٧) التى كتبها للمأمون وكانت تقرأ بخراسان على شيعة بنى العباس، وهى:


(١) نكث العهد: نقضه.
(٢) من أحصد الخبل: إذا أحكم فتله.
(٣) الأكناف: جمع كنف بالتحريك، وهو الناحية.
(٤) الراجع هنا من رجع المتعدى ومفعوله «معلوم».
(٥) الختر: الغدر والخديعة أو أقبح الغدر، وفعله كضرب ونصر، وفى المنظوم والمنثور «والحمد لله الآخذ لأمير المؤمنين بحقه، والكائد له من خان عهده ونكث عقده ... ».
(٦) أى امحائها، وفى زهر الآداب تكرير الحمد فى آخر الكتاب، قال «والحمد لله الآخذ لأمير المؤمنين حقه، الراجع إليه تراث آبائه الراشدين».
(٧) رسالة الخميس: هى رسالة كان يكتبها أبلغ كاتب فى الدولة، فى عهد كل خليفة من أوائل الخلفاء العباسين، فى تأييد الدعوة العباسية عامة، وأن أولى الناس بولاية خلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنو العباس عمه ووارثه من بعده، وفى تأييد الخليفة الحاضر خاصة، والإشادة بذكره، وتعداد مناقبه ومآثره وأنه أولى أهل بيته بالخلافة، وكانوا يبعثون بهذه الرسالة إلى خراسان فتتلى على أهلها، ويحشدونهم لسماعها، تفخيما لشأن الخليفة لديهم، وتجديدا لولائهم لبنى العباس واستدامتهم على التشيع لهم، -

<<  <  ج: ص:  >  >>