للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فو الله ما أدرى (وإنى لصادق) ... إلى أىّ من يظنّنى أتعذّر (١)

أعنّف أن كانت زبينة أهلكت ... ونال بنى لحيان شرّ فأنفروا (٢)

(الأغانى ١٨: ١٦٢، وشرح ابن أبى الحديد م ٤: ص ١٢)

[٦ - كتاب الحسن إلى معاوية]

وكتب الحسن عليه السلام إلى معاوية:

«من عبد الله الحسن أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبى سفيان، أما بعد: فإن الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله رحمة للعالمين، فأظهر به الحقّ، وقمع به الشّرك، وأعزّ به العرب عامّة، وشرّف به قريشا خاصّة، فقال: «وإنّه لذكر لك ولقومك» فلما توفاه الله تنازعت العرب فى الأمر بعده، فقالت قريش: نحن عشيرته وأولياؤه، فلا تنازعونا سلطانه، فعرفت العرب لقريش ذلك، وجاحدتنا قريش ما عرفت لها العرب، فهيهات! ما أنصفتنا قريش، وقد كانوا ذوى فضيلة فى الدين، وسابقة فى الإسلام، ولا غرو (٣) إلا منازعتك إيانا الأمر بغير حق فى الدنيا معروف، ولا أثر فى الإسلام محمود، فالله الموعد، نسأل الله معروفه أن لا يؤتينا فى هذه الدنيا شيئا ينقصنا عنده فى الآخرة.

إن عليّا لما توفاه الله ولّانى المسلمون الأمر بعده، فاتق الله يا معاوية، وانظر لأمة محمد صلى الله عليه وآله ما تحقن به دماءها، وتصلح به أمرها، والسلام.

وبعث بالكتاب مع الحارث بن سويد التّيمىّ (تيم الرّباب) وجندب الأزدى، فقدما على معاوية، فدعواه إلى بيعة الحسن عليه السلام، فلم يجبهما. وكتب جوابه:

(شرح ابن أبى الحديد م ٤: ص ٩)


(١) أظنه وأطنه: بالظاء والطاء مشددتين: اتهمه، وهو افتعل من الظنة بالكسر أى التهمة، فأصله أظتن، ثم أبدل وأدغم.
(٢) أنفروا: شردوا.
(٣) لا غرو ولا غروى: أى لا عجب.

<<  <  ج: ص:  >  >>