«بلغنى أن الأمير- أبقاه الله- يذكر أنه استكثر ما جاءه من العدّة التى أفاء الله علىّ، وأنه ظن أن ذلك وهم من الكاتب، فقد كان ذلك وهما على ما ظنّه الأمير، والخمس أيها الأمير ستون ألفا، حقّا ثابتا بلا وهم».
فلما أتى الكتاب إلى عبد العزيز وقرأه، ملأه سرورا.
(الإمامة والسياسة ٢: ٤٦)
[١٦٢ - كتاب عبد الملك إلى عبد العزيز]
وذكروا أن عبد العزيز بن مروان لما عزل حسّان بن النعمان، وولى موسى ابن نصير، وفتح الله لموسى، بلغ ذلك عبد الملك بن مروان، فكره ذلك وأنكره، ثم كره ردّ رأى عبد العزيز، ثم همّ بعزل موسى لسوء رأيه فيه، ثم رأى أن لا يردّ ما صنع عبد العزيز، فكتب عبد الملك إلى عبد العزيز:
«أما بعد: فقد بلغ أمير المؤمنين ما كان من رأيك فى عزل حسان وتوليتك موسى مكانه، وعلم الأمر الذى له عزلته، وقد كنت أنتظر منك مثلها فى موسى، وقد أمضى لك أمير المؤمنين من رأيك ما أمضيت وولايتك من ولّيت، فاستوص بحسّان خيرا فإنه ميمون الطائر، والسلام». (الإمامة والسياسة ٢: ٤٦)
[١٦٣ - رد عبد العزيز على عبد الملك]
فلما قدم الكتاب على عبد العزيز كتب إلى أخيه عبد الملك:
«أما بعد: فقد بلغنى كتاب أمير المؤمنين فى عزل حسان، وتوليتى موسى ابن نصير، وقد كان لمثلها منى منتظرا فى موسى، ويعلمنى أنه قد أمضى لى من رأيى