للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنتم ليان لمن لانت عريكته ... سلم لكم وسمام الأبلخ العالى (١)

فقدم عليه منهم ثمانون راكبا، فأناخوا بفناء الكعبة، فلما رآهم نوفل بن عبد مناف. قال لهم: أنعموا (٢) صباحا، فقالوا له: لا نعم صباحك أيها الرجل! أنصف ابن أختنا من ظلامته، قال: أفعل بالحبّ لكم والكرامة، فرد عليه الأركاح وأنصفه، فانصرفوا عنه إلى بلادهم.

فدعا ذلك عبد المطلب إلى الحلف، فدعا عبد المطلب بسر بن عمرو وورقاء بن فلان ورجالا من رجالات خزاعة، فدخلوا الكعبة وكتبوا كتابا.

(تاريخ الطبرى ج ٢: ص ١٧٩)

[١٠ - كتاب التحالف بين عبد المطلب بن هاشم وبين خزاعة]

«باسمك اللهمّ، هذا ما تحالف عليه عبد المطّلب بن هاشم ورجالات عمرو بن ربيعة من خزاعة (٣): تحالفوا على التناصر والمواساة، ما بلّ بحر صوفة (٤)، حلفا جامعا غير مفرّق؛ الأشياخ على الأشياخ، والأصاغر على الأصاغر، والشاهد على الغائب، وتعاهدوا وتعاقدوا أو كد عهد وأوثق عقد، لا ينتقض ولا ينكث، ما أشرقت


(١) ليان: إما بفتح اللام مصدر لان كاللين، فهو على تقدير مضاف أى ذوو لين، أو بكسر اللام مصدر لاين كالملاينة، فهو على تقدير مضاف أيضا، أو جمع لين بالتشديد كجيد وجياد وعيل وعيال.
والعريكة: الطبيعة، وفلان لين العريكة: سلس الخلق. والسلم: المسالم. أى أنتم ليان لمن هو سلم لكم.
وسمام بالكسر (وسموم بالضم) جمع سم مثلث السين، وهو السم القاتل. والأبلخ: المتكبر، وصف من البلخ بالتحريك وهو التكبر، أى وأنتم سموم للمتكبر الطاغى المتجاوز الحد.
(٢) من تحية العرب فى الجاهلية «عم صباحا» بكسر العين، وفى كتب اللغة «كأنه محذوف من نعم ينعم بكسر العين فيهما، كما تقول كل من أكل يأكل، فحذف منه الألف والنون تخفيفا».
ويقولون أيضا: أنعم الله صباحك، من النعومة.
(٣) خزاعة: حى من الأزد، وهم بنو عمرو بن ربيعة قيل سموا بهذا الاسم لأنهم لما ساروا مع قومهم من مأرب فانتهوا إلى مكة تخزعوا عنهم (أى تخلفوا) فأقاموا وسار الآخرون إلى الشام.
(٤) جاء فى اللسان «وصوف البحر: شىء على شكل هذا الصوف الحيوانى، واحدته صوفة، ومن الأبديات قولهم: لا آتيك ما بلّ بحر صوفة.
وحكى اللحيانى: ما بل البحر صوفة» والمفهوم من صوف البحر أنه الإسفنج.

<<  <  ج: ص:  >  >>