للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن عدىّ خالفوا أمير المؤمنين. وفارقوا جماعة المسلمين، ونصبوا لنا الحرب، فأظهرنا الله عليهم وأمكننا منهم، وقد دعوت خيار أهل المصر وأشرافهم وذوى السّنّ والدين منهم، فشهدوا عليهم بما رأوا وعملوا، وقد بعثت بهم إلى أمير المؤمنين، وكتبت شهادة صلحاء أهل المصر وخيارهم فى أسفل كتابى هذا».

وكانت الشهادة عليهم:

«بسم الله الرحمن الرحيم: هذا ما شهد عليه أبو بردة بن أبى موسى الأشعرى لله رب العالمين: شهد أن حجر بن عدى خلع الطاعة، وفارق الجماعة، ولعن الخليفة ودعا إلى الحرب والفتنة، وجمع إليه الجموع يدعوهم إلى نكث البيعة، وخلع أمير المؤمنين معاوية، وكفر بالله عزّ وجل كفرة صلعاء (١)».

وشهد رءوس الأرباع (٢) ووجوه من أهل الكوفة على مثل شهادة أبى بردة، فأمر معاوية بالقوم فحبسوا. (تاريخ الطبرى ٦: ص ١٥٠ وص ١٥٢)

[٤٩ - كتاب شريح بن هانئ إلى معاوية]

وكان زياد قد كتب فى الشهود شريح بن هانئ الحارثى، فكتب شريح إلى معاوية كتابا فيه:

«بسم الله الرحمن الرحيم، لعبد الله معاوية أمير المؤمنين من شريح بن هانئ»، أما بعد: فإنه بلغنى أن زيادا كتب إليك بشهادتى على حجر بن عدى، وإن شهادتى


(١) أى مكشوفة بارزة، أخذا من الأرض الصلعاء: وهى التى لا نبات فيها. والرأس الأصلع: الذى انحسر شعر مقدمه. والصلعاء أيضا الداهية والأمر الشديد، ومن كلامهم «ركبت الصليعاء» والصليعاء كحميراء: السوءة الشنيعة البارزة المكشوفة، أو الداهية الشديدة.
(٢) وكانت الكوفة يومئذ مقسمة أرباعا، ورءوس الأرباع عمرو بن حريث على ربع أهل المدينة، وخالد بن عرفطة على ربع تميم وهمدان، وقيس بن الوليد بن عبد شمس بن المغيرة على ربع ربيعة وكندة، وأبو بردة بن أبى موسى على مذحج وأسد.

<<  <  ج: ص:  >  >>