للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حاجتك، وادّهن غبّا (١)، فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: «ادّهنوا غبّا ولا تدّهنوا رقما (٢)».

(شرح ابن أبى الحديد م ٤: ص ٧٣)

[٥٣١ - رد زياد عليه]

فكتب إليه زياد:

«أما بعد يا أمير المؤمنين: فإن سعدا قدم علىّ فأساء القول والعمل، فانتهرته وزجرته، وكان أهلا لأكثر من ذلك، وأما ما ذكر من الإسراف واتخاذ الألوان من الطعام والنعم، فإن كان صادقا فأثابه الله ثواب الصالحين، وإن كان كاذبا فوقاه الله أشدّ عقوبة الكاذبين، وأما قوله: إنى أصف العدل وأخالفه إلى غيره، فإنى إذن من الأخسرين، فخذ يا أمير المؤمنين بمقال قلته فى مقام قمته: «الدّعوى بلا بيّنة كالسّهم بلا نصل» فإن أتاك بشاهدى عدل، وإلّا تبيّن لك كذبه وظلمه».

(شرح ابن أبى الحديد م ٤: ص ٧٣)

[٥٣٢ - كتاب معاوية إلى زياد بن أبيه]

وروى ابن أبى الحديد عن المدائنى قال:

لما كان زمن علىّ عليه السلام- ولّى زيادا فارس (٣) - أو بعض أعمال فارس- فضبطها ضبطا صالحا، وجبى خراجها وحماها، وعرف ذلك معاوية فكتب إليه:


(١) أى ادهانا متقطعا لا متتاليا.
(٢) الرقم: النقش والوشى- والأصل فيه الكتابة- والمعنى: ولا تدهنوا لأجل التزين.
(٣) روى الطبرى. قال: قال الشعبى: «لما قتل على عليه السلام أهل النهروان خالفه قوم كثير، وانتقضت عليه أطرافه، وخالفه بنو ناجية، وقدم ابن الحضرمى البصرة، وانتقض أهل الأهواز، وطمع أهل الخراج فى كسره، ثم أخرجوا سهل بن حنيف من فارس- وكان عامل على عليها- فقال ابن عباس لعلى: أكفيك فارس بزياد، فأمره على أن يوجهه إليها، فقدم ابن عباس البصرة، ووجهه إلى فارس سنة ٣٩ فى جمع كثير، فوطئ بهم أهل فارس فأدوا الخراج» - انظر تاريخ الطبرى.
٦: ٧١ - .
وروى أيضا أنه لما قتل ابن الحضرمى، واختلف الناس على على، طمع أهل فارس وأهل كرمان-

<<  <  ج: ص:  >  >>